لم
تعد المبررات مقبولة ...
فظاهرة
ارتفاع الأسعار بدأت تتحول إلى حالة تشجع على الاحتكار ...فإذا كانت الظروف
الطبيعية سببا في ارتفاع أسعار الخضار والبطاطا ..فما هو سبب ارتفاع مادة الغاز
المنزلي ؟ وما سبب أزمة المازوت ؟!.
المشكلة
التي تتكرر بين الفينة والأخرى تظهر لنا غيابا واضحا للدوائر المعنية برصد وضع
الأسواق وتقلباتها والأسباب والعوامل المؤثرة فيها ، ولو أن هناك رصدا منطقيا لتم
اتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة هذه الظاهرة بشكل سريع ودون انتظار لفترات من
الزمن للدراسة والبيان ...
ربما
تكون هناك ظروف وعوامل طارئة تلعب دورا في رفع أسعار بعض السلع ، إنما الأساس أن
حلقات سير السلعة بدءا من المعمل وصولا للمستهلك لاتزال تتحكم وتفرض ما تريد من
أسعار وعمولات وهوامش ربح متقلبة ومتغيرة ....
وبالتالي
فحل الأزمة على المدى البعيد لن يكون إلا بإعادة الحلقات الإنتاجية والتسويقية على
حجمها الطبيعي ودورها المحكوم بالقوانين والإجراءات ...
وهذا
لن يتم إلا بدور محوري لغرف التجارة والصناعة من جهة ، وبتدخل إيجابي لمؤسسات
الدولة استيرادا وإنتاجا وتصديرا ..عندئذ تصبح هذه الحلقات مجبرة على التعامل مع
الواقع بطريقة مغايرة لا تقوم على احتكار واستغلال حاجات المواطن بل تصبح تقوم على
المنافسة وكسب الزبائن والمستهلكين..
نحن
بحاجة للإجابة على السؤال الذي طرح منذ زمن .... لماذا لا نجد في كل نشاط تجاري
وصناعي كثافة في العمل والمنافسة ؟ وهل فعلا أن تتطابق الأسعار بين صناعات معينة
وتجارة سلع محددة بمحض الصدفة فقط !!,.
زياد غصن
|