قد
يعتقد البعض أن الإجراءات التي جرى الحديث عنها مؤخرا حول تنظيم إقامة الإخوة
العراقيين في سورية هو خروج عن الموقف المرحب الذي أبدته سورية بعد غزو العراق وخاصة
للعراقيين الفارين من جحيم ما زرعته واشنطن ولندن من خراب ودمار...
لا
يمكن النظر إلى الموضوع بهذه الزاوية ، لأنه لا يوجد بلد في العالم يتساهل في
مسالة دخول وخروج الوافدين له ، وحتى الدول الأوروبية التي أصبحت بمثابة إقليم
واحد تدقق في إجازات المرور وتأشيرات الدخول ، وما حدث مؤخرا في سورية هو لا يعدو
كونه إجراء تنظيمي يهدف للتحكم بعمليات دخول وخروج العراقيين من وإلى سورية و
الوقوف على حقيقة من يقيم على أراضيها لاسيما في ظل الحديث عن ازدياد الجرائم
والمشاكل الأمنية من جهة ...و استغلال البعض منهم للحفاوة والتكريم التي لقيها من
أبناء البلد، ولدرجة جعلت العراقي على مسافة واحدة من المساواة مع المواطن السوري..
و
إذا كان من واجب سورية الوقوف إلى جانب الإخوة العراقيين في مثل هذه الظروف ، فإنه
من الضروري أيضا النظر بعين موضوعية إلى مصالح المواطن السوري و أوضاعه الاقتصادية
، فالمواطن العراقي الذي يدفع بشكل سخي لشراء شقة سكنية أو محل تجاري لا يجد مانعا
من تكرار ذلك لدى تأمين أية احتياجات حياتية له حتى لو كان ذلك على حساب المواطن
السوري و نعتقد جميعا أن درس الأزمة الأخيرة في ارتفاع الأسعار كان كافيا لإدراك
أنه لا بد من إعادة النظر بتواجد كثير من العراقيين ، فاستقبال ذوي الدخل المحدود
و العائلات المهددة بحياتها لايعني أن نستقبل كذلك بنات الليل و بعض رجال العصابات الذين أخذوا
يمارسون عمليات خطف للحصول على فدية و الجهات المختصة ضبطت أكثر من حالة...
أليس
ذلك خلل ويجب معالجته ؟!.
من
يملك ثروات ويريد التمتع بها في سورية عليه أن يعامل كرجل غني يستطيع تحمل رفع
الدعم عن المحروقات والخبز مثلا ، ولا يمكن بالتالي معاملته كما يعامل الرجل
الفقير الذي هرب من العراق لحماية أولاده ويعامل في سورية بمهن كثيرة سعيا نحو
لقمة العيش ...
نعم
..من حق سورية أن تعيد النظر باستقبال و إقامة الكثير من العراقيين الذين دخلوا
بوثائق مزورة أو الذين دخلوا ولم يحترموا
ضيافة البلد ، فالهدف هو تخفيف معاناة الشعب العراقي ، وليس توفير منتجعات وحياة
هانئة لأغنياء مرحلة ما بعد الاحتلال!!. زياد
غصن
|
التعليقات: |
الاسم : Asef - التاريخ : 05/02/2007 |
اظن يا اخي ان الغني فقط سيستفيد من الاقامة في سورية اما الفقراء الذين لايستطيعون الدفع للمرتشين، وما اكثرهم عندنا وقد وجدو مصدراً جديداً للترزق، فانهم سيطردون. لذا نرجو ان تراقب هذه العملية وعلى اعلى المستويات فهي قصة حياة او موت بالنسبة للبعض ولا يجوز كما جرت العادة ان تؤخذ من جانب اللا مبالاة والرشوة والفساد. |
|
|
|
شارك بالتعليق : |
|