تتيح الدراما السورية هذه الأيام عبر مسلسل غزلان في غاية
الذئاب الفرصة للمواطن السوري، ليضع الاسم الذي يراه مناسباً مكان كل من
شخصيات المسلسل. أسياد السلطة والمال منهم، وأسياد الحاجة والفقر منهم. فغابة الذئاب التي صورها زميلنا فؤاد حميرة، ما زالت تشكل في
حياتنا محمية طبيعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تنمو وتتكاثر بحرية،
ويتسع سياجها وفقاً لمصالح ذئابها، حتى ولو كانت هذه المصالح في البيوت
الحقيرة والمتواضعة حيث يسكن الفقراء أو من سماهم الكاتب غزلاناً. الأطماع ممتدة إلى ما لا نهاية. مشرَّعةٌ بالقانون وبمن يضع القانون ويطبق القانون حتى. وتصل بك التفاصيل المريرة بصدقها وصراحتها وواقعيتها إلى
درجة تشعرك بالاختناق. فأنت غير قادر على مواجهة الذئاب وعلى رفضها، ولا
حتى تجنبها. فأنيابها مغروسة عميقاً في تفاصيل يومك. متغلغة حتى تكاد
تقاسمك الجدران المهترئة والثياب الممزقة... كل شيء مباح لها. دون أن
تعرف... تسرق منك حقك في حياة طبيعية وفي التمتع بحقوقك. وإن كنت لا أميل إلى التعميم. فهناك أبو سامر جيد.. وسامر جيد... ولكن لأن الجيدين لم يستطيعوا الوقوف في وجه الذئاب. عُممت الأمور وأصبحت قاعدة. والذئاب كما الغزلان... وأنا أدرك - شخصياً- أن الزميل فؤاد حميرة، هو الذي ناضل
بمرارة كي يصل والحمد لله. أنه وصل ويستحق أن يصل . لذلك فهو يدرك حقاً أن
عمله قابل لخلق السؤال في داخل كل مواطن سوري. لذلك فهو استطاع أن يخلق
فرضية "املأ الفراغات التالية". آه لو تمكن مكافحو الفساد في بلدنا من الحصول على كل الأجوبة... لما بقي مفسد في هذا البلد..
|