ليس إنجازا أن يغطي المصرف التجاري السوري 70 % من
المساحة المصرفية السورية ....و إلا ماذا تفعل باقي المصارف العامة
والخاصة ؟ و بشكل أكثر صراحة لماذا هي موجودة ؟!.. ربما تكون الظروف السابقة هي التي أتاحت للمصرف
التجاري الاستمرار في السيطرة على السوق المصرفية ، سواء لجهة الخدمات
التي يقدمها أو المزايا التي يتمتع بها لاسيما مسألة التعامل بالقطع ....
لكن هل هذا الواقع صحي وسليم ؟!. بالتأكيد الجواب سيكون ...لا حتى المصرف التجاري السوري يعتقد ذلك ، بل و تتمنى
إدارته أن تسهم المصارف الأخرى في التخفيف من حجم ما يحمله ويقدمه ، أما
بقاء الوضع عما هو عليه فتأثيراته ستمتد إلى الخدمة التي يقدمها التجاري،
فهي لن تشهد ذلك المستوى من التطور الذي وصلته في الدول المتقدمة ... المشكلة الموجودة حاليا في العمل المصرفي أن المصارف
الخاصة لم تدخل بعد ميدان العمل المصرفي الحقيقي ، و إن دخله البعض القليل
فذلك تم بخجل شديد ، فالسائد حاليا أن الخدمات المصرفية التقليدية
كالإيداعات والحوالات هي السائدة بينما الخدمات الأخرى التي تستلزم
إمكانية كبيرة وفيها نسب مخاطرة ما تزال غائبة وتارة يبرر العاملون في تلك
المصارف هذا الأمر أنه غير مسموح لهم مثلا بمنح قروض طويلة الأجل ، وتارة
يوعدون أنه قريبا سيتم إطلاق منتجات تجزئة .... وهكذا . إنما إلى متى ستظل المصارف الخاصة على هذا الوضع ؟
وهل المنافسة المصرفية التي قيل أنها ستولد مع مباشرة المصارف الخاصة
تقديم خدماتها ما تزال تحتفظ بنصيب من التحقق ؟!. زياد غصن
|