سوزان إبراهيم في البداية ظننت أن مطراً غزيراً قد غسل الساحات والأرصفة والشوارع وحتى الأشجار البائسة التي تراكم فوق خضرتها الغبار وعودام السيارات كانت تتباهى بخضرة براقة لكنني علمت أن السيد المحافظ سيقوم بجولة في أحد الأحياء ( وهذا يحدث في كل محافظة في القطر ) .
وتبادر إلى ذهني سؤال سريع كيف للمحافظ أن يعرف أن شوارع المدبنة تعج بالفوضى والأوساخ والإهمال حين يرى هذه النظافة !!
في إحدى الشركات أوعز المدير لكل العمال بالاستعداد لاستقبال الوزير المختص بمجال عمل الشركة فانتفض الجميع ابتداءً من الباب الرئيسي للشركة وحتى كل قسم في المعامل ، الساحات شطفت والجدران غسلت والأشجار قلمت والسيارات ركنت بشكل متناسق والأدراج لمعت وارتدى العمال وعلى رأسهم المدير البدلة الزرقاء الخاصة بل وضعوا القبعات الخاصة واخرجوا كل وسائل الصحة والسلامة المهنية من خزانات النسيان وارتدوها وحين أطل الوزير وتجول هز رأسه إعجاباً وأثنى على جهود المدير العتيد .
مرة أخرى نسأل : كيف لهذا الوزير أو غيره أن يعلم بكل ما في المكان المقصود للاطلاع على واقع العمل من إهمال وتسيب وكيف له أن يعرف ما تم من عمليات تنظيف واستعداد لمقابلته بأفضل حال فهل كان السيد الوزير يجهل حقاً كل ما كان قبل جولته !!
ونسأل لماذا يسبق خبر زيارة أي مسؤول قدومه المبارك إلى أي من مواقع العمل وهل كان هدف الجولة الاطلاع على الواقع الفعلي حقاً أم أنها مجرد تسجيل حضور ودافع معنوي حين يقصد اي مسؤول مكاناً ما تتكثف الاتصالات وتنعم شركات الموبايل بدخل إضافي ( ويا ربي يزور الوزير شارعنا أو شارع أقربائنا أو شارع أصدقائنا لتنطلق صهاريج البلدية وسيارات الإطفاء لتنظيفه والاهتمام به ) !!
|