استغرب حال من ينتظرون التعديل أو التغيير الوزاري
، والسبب أننا فقدنا في سوريا هذه المتعة
، أو بالأحرى لم نذق طعمها حتى نشعر بحلاوتها ، لا بل إن البعض ينشغل بوضع أسماء
وهناك من يؤكدها ويحلف إيمانا مضاعفة إن( فلان ) سوف يشكل الوزارة ، وأخر يدحض
الاسم الأول بأيمان معظمة ، والمضحك المبكي أننا ( نترحم )على السلف حين قدوم
الخلف ، بعد أن نكون قد أشبعناه نقداً ،
والعلة ليست بنا أو بهم ، بل في فهم آلية العمل الإداري ، آلية فهم المؤسسات
السورية التي تحمل في بنيتها تراكماً لسلوك إداري لا يرقى للتطور الإداري الذي
شهده العالم ولم نشهده نحن إلا في التمنيات وندب الحظ ،
فليس غريباً في سوريا "تحديداً" أن تجد في
مفاصل الحكومة من لا يفقه باختصاص وزارته ، فشاغله إما أن يكون قد استدعي على عجل
، أو أن اسمه فاز بالقرعة ، أو بالصدفة، فيأتي الوزير محتلاً
قمة هرم إداري لا يعرف ألفه من بائه ، ونتيجة ذلك لم يعد يعول المواطنين على
التغيير ، لأن الخلف سيواصل عمل السلف في
تسيير الأمور ، لأن عملية التغيير الحكومي
هو تغيير أسماء لا أفعال ، وإذا نظرنا إلى
كل وزارة سوف نجد أنها إما راوحت في مكانها أو سيقت قسراً لتواكب التطور الذي
يشهده العالم قاطبة ...
فلا تستغربوا أن يشكل الحكومة من يرأسها الآن ، فباتت
مواصفات رئيس الحكومة لا تنطبق إلا على ( أبو منير) ، ولأن سوريا أمام تحديات
واستحقاقات ( كما يقولون لنا يومياً ) فإن هذه المرحلة الهامة تتطلب رجالاً
بمواصفات صارمة ، فمبروك لأبو منير مسبقاً ، وإن أتى غيرك لا أظن حظوظه أفضل ،
فسيتم اختياره بنفس ميزاتك ولن يتغير الوضع ، وما علينا نحن المواطنين إلا أن
ننتظر
خولة غازي أت هوتميل
|