في زيارتي مؤخراً للقاهرة ثمة أمران لفتا انتباهي بدرجة كبيرة ربما لأننا نفتقدهما في عاصمة عريقة كدمشق تكاد في ساعات الذروة تختنق بمركباتها وسكانها .
الأول هو ذلك العدد الكبير من الجسور الهائلة والتي قد تراها على ثلاثة مستويات من الارتفاع بعضها للسيارات بعضها للقطارات وبعضها للمترو هذا إلى جانب الأنفاق وقد بلغ طول أحدها 2600 ( نفق الأزهر ) ما يجعل حركة المركبات أكثر يسراً ويقلل من الازدحام في عاصمة تضم نهاراً حوالي 24 مليون نسمة .
أما الأمر الثاني فهو تلك المرائب المنتشرة في القاهرة خاصة في الساحات الأكثر ازدحاماً ( ميدان التحرير مثلاً ) وفي كل فندق ثمة مرآب يتسع لمئات السيارات وبعضها مكون من سبع طبقات تحت الأرض ما يشكل عالماً قائماً بذاته شديد التنظيم في الدخول والخروج ومصاعد كبيرة وسريعة تؤمن خدمة الوصول من وإلى هذه المرائب والتي تشكل في نهاية المطاف استثماراً بكل تاكيد .
في الجهة الأخرى سنجد أن دمشق تخلو من مثل تلك الجسور والأنفاق والمرائب رغم كل ما تعانيه شوارعها من ازدحام بحيث يمكن للشخص الراجل الوصول إلى المكان المقصود قبل السيارة مع كل تتلك الفوضى والازدحام ما زالت شوارع دمشق المركزية على حالها منذ 30 عاماً ويشاع أن هناك خارطة للمرائب قد نفذت وحددت مواقع 100 مرآب في مناطق مختلفة من المدينة ونأمل أن لا يمتد عمر التنفيذ طويلاً كما عهدنا ..
دراسات كثيرة أنجزت فيما يتعلق بأزمة المرور ومنها ما نفذته وكالة جايكا لكنها أهملت رغم أن مبالغ طائلة أنفقت من أجل إنجازها هذا في دمشق وفي حمص حسب معلوماتي وربما في مدن أخرى .
ونحن ندعو ونستجدي الاستثمارات المحلية والأموال الخارجية لابد من توجيه بعضها نحو إنجاز واستثمار المرائب وبصورة حضارية فهو بداية استثمار رابح إضافة للفائدة الأكبر في تخفيف الفوضى والزحام بعد أن وصل الأمر بالشخص للبحث عن موقف لسياراته فلا يجده رغم أن شوارع دمشق تحولت إلى مرائب للسيارات
سوزان إبراهيم
|