أعرب مسؤولون حكوميون عن قلقهم من موجة ارتفاع الأسعار
العامة التي بدأت تشهدها سورية، دون ان يترافق ذلك مع زيادة موازية
للرواتب والأجور.. وخشي هؤلاء المسؤولون، وبعد أن سجلت الجهات المعنية فشلاً
ذريعا -اعترفت هي به قبل الآخرين- في لجم ارتفاع الأسعار الذي طال حتى
البطاطا والبصل، وبشكل سجّل هماً حقيقاً للمواطن خاصة إذا كانت دائرة
اهتمام هذا المواطن لا تتعدى البطاطا والبصل وما شابههما، لأن حياته أغلقت
عن أية اهتمامات أخرى- قد تشكل ترفاً أشبه بالحلم و الخيال. وقال مسؤولون (في إطار الدردرشة طبعاً) أنهم ملّوا من ملف
الأسعار الذي خرج عن السيطرة ودون أن يتجاهلوا وينسوا أن الحكومة قد لعبت
دوراً رئيسياً في عملية رفع الأسعار. إذاً... سورية تتجه لفقد ميزة لطالما كانت حافزاً حتى
للفقراء ليتحملوا فقرهم... فالبلاد بدأت تلفها أسعار الدول المجاورة،
متأثرة برياح الانفتاح التي حملت ضعاف النفوس واسياد المال ليطبقوا لعبة
الاحتكار، مدعين أنهم يحاولون إنهاء احتكار الدولة. واصطلحوا أن يسموه في
هذا الإطار والذي تمكنوا من قوله بألسنة الكثيرين من مسؤولين وصحفيين
ونواب شعب وباحثين اقتصاديين وفي أروقة المؤتمرات والاجتماعات. وهكذا
تنتقل البلاد من احتكار الدولة الذي حرم البلاد من أجواء المنافسة- كما
يقولون- إلى احتكار أسياد المال، الذين وأقسم أنهم يقفون وراء حتى غلاء
البصل والبطاطا، فهؤلاء لا يفرقون ... وقنوات المال كلها مشرعة من أينما
جاءت. لذلك تتمنى على مسؤولينا أن يكفوا عن اعترافاتهم. فالغلاء أصبح ظاهرة ولم يعد حالة، ويلي بيغلى ما بيرخص...
|