علي محمود جديد
قرأتُ مقالة غريبة عجيبة
، في صحيفة الجمهورية المصرية ، لرئيس تحريرها السيد محمد علي إبراهيم،تحاول النيل
من سورية ، ومواقفها القومية والوطنية ، حيث اعتمد رئيس التحرير المذكور على تزوير
الحقائق ، ووضع افتراضات وفرضيات ما أنزل الله بها من سلطان ، ونحن عبر هذا الموقع
نترفع عن نشر مقالة الرجل كي لا نمنحه هذا "الشرف" الذي يسعى إليه البعض
من منظور خالف تعرف...لكني اقول له:
قرأتُ لك أيها المغفَّلُ
– فقط – مقالتك المعنونة ( لماذا سقط الأقزام ) التي تؤكد قزميتك أنت فعلاً ، حيث تحدثت
عن الفرق بين السيد الرئيس بشار الأسد ، ووالده الرئيس الراحل حافظ الأسد ، وكأنّ مصر
كانت تؤيد ماذهب إليه الرئيس الراحل بعلاقاته مع إيران ، والأمر في الواقع ليس كذلك
، ثم مَنْ قدَّمَ لك تعهداً بأنّ الرئيس بشار سوف يكون نسخة طبق الأصل عن والده ؟!
لاشك بأنَّ ثمة قيم مضافة على الأرض سوف تظهر ، وقد أوضح الرئيس بشار الأسد منذ توليه
قيادة الحكم في سورية أن الرئيس الخالد حافظ الأسد قد أرسى القواعد المتينة ، وسيقوم
هو على إكمال البناء ، ولاشك أنه على الرغم من تلازم القواعد مع البناء ، فإنّ القواعد
شيء ، والبناء شيء آخر .
أمّا بالنسبة لمطالبة القمة برفع العقوبات عن سورية
، فأنت – من المفترض أنْ – تدري ماذا يعني ذلك ، وسورية لاتريد أصلاً إلغاء المحكمة
الدولية ، بل تريد أن تأخذ مداها إلى أبعد حد ممكن ، ولكن – ضع باعتبارك – بعيداً عن
التسييس ، أو بالأحرى بعيداً عن النوايا الأمريكية ، ونوايا زبائن واشنطن ، أما إن كنت لاتجد عقوبات على سورية غير ذلك فهذه
مشكلتك أنت ، ومشكلة ضيق أفقك ، أو بالأصح مشكلة نفاقك .
النظام السوري – ياسيد محمد علي ابراهيم ، وحاشى
الأسماء كلها – لايدفن رأسه بالرمال ، بل لعلَّ مشكلته معك ومع أمثالك ، أنه لم يفعل
ذلك ، وهو يعرف جيداً أن السيف مُشهر على أعناقه ، ولكنك كنت أعمى عن الترس الذي يحمله
، والذي سيُحَطَّمُ عليه ذلك السيف ، والنظام السوري سواء أعجبكم أم لم يعجبكم ، اختار
مقاومة هذا السيف ، وأخشى أن تكون خائفاً من السيف الذي يُشهره النظام السوري على عنق
صديقتكم إسرائيل ..!
أما بالنسبة لمحاولة اصطيادك في الماء العكر ، في
حديثك عن المقاومة الشرعية لأبناء الجولان ، فهذه محاولة بائسة ، لأنّ هذه القضية لم
تعد بحاجة لقرارات ، إنها قائمة .
أما بالنسبة لتذرّعنا بشماعة إسرائيل ، فنحن نبارك
لكم تخلُّصكم من هذه الشماعة ، ولكم بعد ذلك أن تبرروا كما تشاؤون.
لاتفرح كثيراً – ياسيد محمد علي ابراهيم – بأن القمة
قد فشلت وقبل أن تبدأ ، فهي أولاً لم تفشل ، وستكون أفضل قمة ، ولكن وحتى إن فشلت فإنّ
هذا ليس مشروعنا أبداً ، وكذلك فمشروعنا أيضاً ليس له علاقة بمسألة الضجيج الإعلامي
، ولو أن المسألة هكذا بمثل ضيق الأفق هذا ، لكان الأمر هيناً ، فضجيجنا ضجيج قتال
وقعقعة سلاح ، فسورية تحارب اسرائيل وبقوةٍ وانتصار ، حتى وإنْ هدأتْ جبهة الجولان
.. واطمئن فإنَّ القادم أعظم .
الرئيس الأسد – ياسيد ابراهيم – لايتهرب من أية
أسئلة ، لابل على العكس فهو يسال الأسئلة المحتملة من الدرجة العاشرة ، ويجيب عليها
كلها ، مُتَحَسِّبَاً للحسابات ، وبمختلف الاتجاهات ، ويعرف جيداً ماذا يفعل ، وهو
غير مُعجب – على كل حال – بما تفعلون أنتم ، ولكننا لم نفهم معنى زعمك بأنَّ طائرات
إسرائيلية تتدرّب في سماء دمشق ..؟!
إنّ سورية – ياسيد ابراهيم – لم تُخَوِّنْ مصر
ولا السعودية – رغم أنهما خائنان فعلاً – ولكن كأنظمة وأبواق، وليس كشعب ، فالشعب رائع
لايقبل الضيم الذي يتبناه الحكام ..!
لاأدري لماذا نبتزَّكم ، ونحسدكم على ما أنتم عليه
من عمالة وخيانة وارتهان ..؟! نحن قلبُنَا عليكم ، ويصعب علينا – وحتى إنْ سكتنا –
أنْ تكونوا رهينة الأمريكان وأعداء الأمة .
لم نطلب منكم ولا من غيركم المساعدة .. في السابق
وقتما كانت مصر هي مصر العروبة ، كُنَّا أقوياء بها فعلاً ، ولكن مالذي يعنينا اليوم
من هكذا مصر هزيلة ..؟!
الغبي عندما تُحلق الطيور عالياً يراها أقزاماً
.. ولكنها تنظر إليه فتراه قزماً أيضاً
|