إن الاهتمام الرسمي المتزايد لموضوع التعليم الاكاديمي الخاص الى جانب التعليم الحكومي و الذي ساهم كثيراً في تحقيق التنمية العلمية و الثقافية التي كانت وزارة التعليم العالي تطلع بها دفع بالعديد من المستثمرين للاستثمار في هذا المجال ، ففي غضون اقل من عشر سنوات شهد القطر ازدهاراً في تأسيس الجامعات الخاصة التي وجدت في ظل القوانين الحديثة مناخاً مناسباً في القطر انعكس ايجابياً على عدة نقاط منها اجتذاب الطلاب الراغبين في دراسة اختصاصات في جامعات اجنبية لم يكونوا قادرين على دراستها في القطر و حماية بعض الطلاب الذين هم غير قادرين على التأقلم في تلك الدول لاسباب اجتماعية او مناخية او الذين تجذبهم بعض العادات الاجتماعية خلال فترة دراستهم الجامعية في تلك الدول إذ تفضل هذه الفئة من الطلاب إما البقاء في تلك الدول بعد الفشل التعليمي لحفظ ماء وجههم أمام ذويهم الذين ينتظرون عودتهم مزودين بالشهادة او العودة بدون تحصيل علمي بعد مضي زمن لاسباب لابأس بها و ضياع فرصتهم في هذا التحصيل ! و يبرز السبب الاهم الذي ينظر اليه ذوو الطلاب و المتمثل بانخفاض نسبي في رسوم الدراسات الجامعية في جامعات القطر الخاصة بالاضافة لحماية ابنائهم من احتمال اختلاطهم في الحياة الجنسية الغير مقيدة نسبياً في تلك الدول. و يرى البعض من المهتمين في موضوع انتشار الجامعات الخاصة من المثقفين ان تتكلل جهود الحكومة مشكورة ببعض الخطوات في منح التراخيص لمثل هذه المؤسسات العلمية كأن تشترط على تلك المؤسسات و الجامعات إحداث مراكز او حقول او مختبرات بحثية تكون رديفة للتعليم النظري و أن تكون هذه المراكز و المختبرات ذات مستوى لائق حتى تتجه تلك المؤسسات الى التفكير بشكل جاد أكثر في محاولة التوصل لتسجيل ابتكارات و اختراعات علمية حديثة أو متابعة ابحاث علمية او رياضية و تطويرها ، كذلك يفضل ان يتم الاشتراط للحصول على تراخيص في مجال تأسيس الجامعات التي تحاول التخصص في تدريس العلوم الانسانية بناء صالات او مراكز متخصصة لتلك العلوم و يجدر بالملاحظة ان انتشار اللهجة السورية في الوطن العربي عبر الاعمال الدرامية المتميزة دفع بالاعلام الاجنبي توجيه طالبي الدراسات العربية في الغرب بالتوجه الى سوريا لدراسة اللغة العربية و اللهجة السورية و أن يمكن الاستفادة من هذا الموضوع بأن يتم التركيز على انشاء مراكز متخصصة لتعليم العربية للاجانب لان المراكز المعنية في الجامعات الحكومية تكاد لا تكفي التدفق الملحوظ للطلاب الاجانب و محاولة ضبط قيام بعض السوريين استقدام طلاب اجانب و استضافتهم في منازلهم و ذلك بعد ان يكون هؤلاء الطلاب السوريون قد تعرفوا الى زملائهم الاجانب عبر مواقع الانترنت. و يتوقع بعض المهتمون في الاوساط العلمية و الثقافية في القطر ان تصل عدد الجامعات الخاصة في القطر لاكثر من /40/ جامعة و معهد في غضون العشر سنوات القادمة و ستكون أكثر الجامعات حسب التوقعات مهتمة بتدريس اللغات القديمة و العربية و التاريخ و الصناعة السياحية بالاضافة لبعض الاختصاصات الموجودة سابقاً في الجامعات الحكومية.
وائل سعداوي
|