كم
مرة نكذب يومياً؟!.
هل
فكر أحد منا أن يجري مثل هذا الحساب البسيط...و يسأل نفسه عن سبب كذبه هنا وهناك؟!.
لم
يعد الكذب رد فعل غير مدروسة من قبل الشخص على موقف يتعرض له أو شيء يتهرب منه، بل
أصبح فعل يمارسه أشخاص شديدو الذكاء و الحيلة لتحقيق أهداف وغايات محددة..
يقسم
علماء النفس غايات الكذب إلى بنود كثيرة، منها ما هو متعلق بالصفات الذاتية و الجوانب
الاجتماعية للشخص الكاذب، ومنها ما هو خاص بالأفعال و الممارسات المحيطة ببيئة هذا
الشخص..
فمثلاً
تشير إحدى الدراسات إلى أن 15% من الأشخاص يكذبون للمبالغة و الغرور، فيما يعمد فريق
آخر إلى الكذب لمعالجة فشله في تحقيق شيء معين، كما قد تعكس أكاذيب الفرد أحياناً ما
يدور في مخيلته من آمال وأمنيات، فيتحدث عن هذه الآمال وكأنها واقع قائم..
المشكلة
الأخطر ليس في الكذب نفسه فقط، بل في تصديق(الكاذب) لكذبته، و إشاعتها كحقيقة جميلة
في حياتنا...لاسيما إذا كنا لا نملك من وسائل كشف الكذب شيئاً، أو أننا نعرف انه يكذب
ونصمت لنرى إلى ماذا سوف ينتهي؟!.
و
الكذب سلوك لا ينبذه المجتمع فقط، بل إن أعضاء جسم الإنسان تتبدل و تتغير عند الكذب...
فمثلاً
توصل باحث في إحدى الجامعات الأمريكية لطريقة تكشف كذب الشخص من خلال قياس ردة فعله
المعرفي لا العاطفية كما هو سائد حالياً من طرق لكشف الكذب...
إذ
اعتمد الباحث على قياس اتساع حدقة العين وزمن إجابة الأسئلة و قراءاتها و الإجابات
الخاطئة، فالكذب يتطلب كما يقول الباحث مجهودا أكبر من قول الحقيقة...
لذلك
ليس مستغرباً عندما يتحول الكذب لمهارة و خبرة وممارسة، فهنا لا يفصل بين الكذب و الحقيقة
إلا خيط رفيع...لكنه بالنسبة للحقيقة عبارة عن وادي عميق.
يستنتج
الباحثون اليوم أن الرجال يكذبون أكثر من النساء، بسبب ما أسموه الضغوط المعنوية و
المادية التي يتعرض لها الرجل على المستويين الاجتماعي و الوظيفي..فضلاً عن رغبته بإثارة
الإعجاب حوله..و ليثبت لا للنساء بل للرجال أنه الأفضل و الأكثر تمييزاً.
زياد
غصن
zghisn@scs-net.org
صحيفة
الخبر
|