الفلسفة
الصناعية الجديدة التي رسخها النموذج الاقتصادي الصيني تقوم على أربع كلمات فقط
..... كم بجيبك ... أصنع لك ؟!.
فالمستهلك
اليوم هو الذي يحدد طبيعة المنتج و نوعيته وسعره تبعا لمدخراته و أوضاعه المادية ،
ولم يعد الصناعي ينتج بناء على رغبته وما يتمناه ...فهو في النهاية لا يريد أن يضع
منتجاته في المخازن ، بل يريد أن يبيعها بأسرع وقت ليعاد إدخال رأسمالها في
العملية الاقتصادية ....
و
معرفة حاجات المستهلك ومستوياته الاجتماعية والمادية وتوزعه جغرافيا تبعا لذلك
ليست عملية سهلة يمكن أن تتم في يوم وليلة ، كما يجري عادة لدينا في بعض دراسات
الجدوى الاقتصادية ، التي أصبح للأسف يتقنها كل شخص عمل فترة وجيزة أو طويلة في
التجارة أو تولى مسؤولية إدارية هنا أو هناك ...
هذا
الأمر بحاجة إلى كثير من الأسس والعوامل ، التي يمكن أن تضمن نجاح الدراسة أو
البحث عن المستهلك ... منها الكادر المؤهل المختص والمدرب على إجراء أبحاث السوق ،
الإحصائيات الدقيقة والعلمية ، المؤسسات العريقة والكبيرة المعنية بذلك .... الخ ،
لكن ما يحدث لدينا في البلد أن الصناعي يقدم منتجه أو خدمته لكل الناس بغض النظر
عن توزعهم الجغرافي ، وقدرتهم على الشراء ومدى حاجتهم لهذا المنتج أو لا ....!!.
لذلك
من الطبيعي أن تحدث أزمات تسويقية ....و أن يقال عن الركود قصائد معاناة ... و أن
تقلد بعض الشركات والورش ماركات أخرى ..الخ .
قد
تكون الفلسفة الصينية الجديدة التي جعلت الصناعة الصينية تغزو العالم صالحة
للتطبيق في بلدنا ، مع الأخذ بعين الاعتبار الجودة و متطلبات التصدير ومواصفاته
وطبيعة كل سوق لدينا ....فبالتأكيد نحن سنشتري بما نملكه في الجيب !!.
زياد غصن
|