لم
يكن عرض شركة بلقيس لتنظيم بعض مناطق السكن العشوائي في العاصمة دمشق الوحيد الذي
يقدم للحكومة ...فهناك عدة عروض استثمارية عربية قدمت سابقا ، وبعضها يعود تاريخها
لما قبل العام 2000 .. والبعض الأخر خطى خطوات جيدة، و نقصد شركة الأولى السعودية
التي وقعت منذ فترة مذكرة تفاهم مع مؤسسة الإسكان..
وما
يثير غيظ المواطن أن هذه العروض التي تصنف من قبل الحكومة في ملف الاستثمارات
العربية ، ويصفق لها دوما ويستشهد بها في كل تصريح إعلامي لم تر النور بعد ، أو
أنه لم يلمس نتائجها التي يحكى عنها ، و الدليل استمرار حالة " الفلتان
" التي يشهدها قطاع العقارات في الأسعار ومواصفات البناء ، و تقف حائلا دون
حصوله على مسكن ملائم ..!!.
والسؤال
... لماذا لم تترجم هذه العروض إلى خطوات عملية على أرض الواقع ؟! وهل هذه الشركات
جادة في عروضها وما مصلحتها في تقديم عروض " وهمية " كما يحذر البعض ؟!.
بالتأكيد
ليس هناك شركة عربية تتكلف على إجراء دراسات اقتصادية ، وتقدم عروض رسمية لمجرد
الإعلام فقط أو لغايات أخرى تتعلق بنشاطها في مكان أخر ..وبالتالي فهناك حلقة
مفقودة يفترض بالحكومة أن تجدها وتحاول ربطها بباقي الحلقات ...
وهذا
معناه أنه على الحكومة أن تدرس بشكل جدي العروض المقدمة كعرض شركة بلقيس و طرح ما
لديها من ملاحظات حيالها و تقديم التسهيلات التي من شأنها بيان مدى جدية العروض ،
و إن وجد جدية في ذلك فمن مصلحة البلد أن تنفذ هذه المشاريع بشكل سريع ومتقن ...
عندما
تصبح الاستثمارات في قطاع العقارات وتنظيم السكن العشوائي تطبق و تتجسد كما يراد
لها ، تعود حالة الاستقرار والسكينة لقطاع العقارات الذي يعيش اليوم حالة " شاذة " ... نأمل ألا
تتحول إلى واقع دائم !!.
زياد غصن
|