حقاً إنه رجل صامد! فعلى الرغم من انهيار حكومته دستورياً، وعلى الرغم من افتقادها لشرعيتها شعبياً، أمام هذا الحشد الهائل من أبناء شعبه، وهم يطالبونه بأن يستجيب لواقع الانهيار، ولكنّه صامد إلى أبعد درجات الصمود، ويتمترس في مكانه حتى يكمل رسالته "السامية" في تركيز جلوس لبنان في أحضان فرنسا وأمريكا، وربما وصولاً إلى الصداقة الإسرائيلية لاحقاً، فالأمر ما يزال يشوبه شيء من الخجل... ويزداد صموداً أكثر فأكثر، حتى يتمكّن من الذهاب بلبنان إلى أقصى درجات العجز الاقتصادي، لتزداد الديون ديوناً، ويتعاظم الارتهانُ ارتهاناً... حقاً إنه صامد! لدرجة أنه لا يسمع حناجر الملايين من وراء نافذة المكان الذي يلوذ إليه. هذه المرة، لن تكون الاستقالة بالحبر الذي اعتاد عليه السنيورة، بل بحبرٍ مختلف، يُصنِّعُهُ له أولئك الناس الذين ذاقوا مرارة مواقفه، وزئبقيةِ تصرفاته، وتناقضات إجراءاته! وصامدٌ هو هذا الرجل بإصراره على تنفيذ أوامر معلميه. فبدا مخلصاً إلى أبعد الحدود. بالأمس قدّم له أبناء لبنان، من جنوبه وشماله وشرقه وقلبه.. درجة... واليوم يقدمّون له درجة...وغداً سيكون هناك درجة أكبر... ودرجةً درجة وصولاً إلى مشهد السقوط...
|