ما أكثر ما تريد هذه الحكومة تنفيذه ولكن هل تستطيع ؟  
سورية الجميلة RSS خدمة   Last Update:19/11/2024 | SYR: 08:35 | 19/11/2024
الأرشيف اتصل بنا التحرير
TopBanner_OGE

Sama_banner_#1_7-19




خلطات كامبو


شاي كامبو


IBTF_12-18



runnet20122



 رسم أم تشويه لجدران دمشق القديمة!؟
11/01/2021      


 

الدكتور عروب المصري :

أدرجت دمشق القديمة ككل في لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة ‏والفنون كأحد المعالم التراثية للبشرية التي ينبغي الحفاظ عليها كإرث عالمي في العام ‌‏1979، كما أدرجت في لائحة المواقع المهددة بالخطر ضمن اللائحة الأصلية منذ ‏العام 2013 بسبب التهديدات والتدمير المرتبط بحالة الحرب، ولم تتخذ أي اجراءات ‏تصحيحية للوضع السيء ما عدا بعض الترميمات التي طالت واجهة الجامع الأموي. 

 

‏وتتسابق الدول عادة على تسجيل تراثها الثقافي في هذه اللائحة لتمكين أكبر قدر ‏ممكن من الحماية لهذه المعالم، وإن كان التقصير خلال الحرب قد طال الحفاظ على ‏المدينة القديمة من خلال تهديد البنية العمرانية لها بأشكال متعددة فقد وصل الآن إلى ‏ظواهر خطيرة ينبغي التوقف عندها. هذا وقد طال التدمير عدة مواقع في دمشق ‏القديمة أثناء الحرب منها فسيفساء الجامع الأموي وسوق العصرونية الذي تعرض ‏لحريق كبير والقلعة والمدرسة العادلية وأجزاء من النسيج العمراني المدني بما فيه من ‏منشآت ومنازل تاريخية.‏

وقد توقفت تقارير اليونسكو عند حالة الحفظ السيئة التي تطال مدينة دمشق القديمة ‏وتقنيات الترميم غير الملائمة ،وعدم وجود منطقة حماية، وعدم وجود خطة حماية، ‏ومشاريع "التطوير العمراني" التي تهدد النسيج التاريخي المتميز لدمشق.‏
ويبدو أن مشكلة عدم وجود منطقة حماية أي منطقة تحيط بالمنطقة اللبية للمدينة التي ‏تطالها الإجراءات الأشد، كان مشكلة منذ بداية تجهيز ملف حماية المدينة منذ نهايات ‏السبعينات من القرن الماضي، ولا نغالي القول إن أشرنا إلى دور تجار العقارات ‏والفاسدين مذ ذاك.‏
فالبنية المعمارية لأي مدينة هي استمرار بصري نسيجي لا يمكن أن يتم قطع مشاهده ‏بخط على الخريطة يمثله السور.‏

وليس عمليات تعرية السور التي أجريت إلا جزءاً مدروساً من سياق عملية العزل ‏المتعمد للمدينة داخل السور عن سياقها المشهدي المعماري البصري.‏
وضمن مسيرة تشويهية بصرياً متكاملة في مفرداتها، بدأ التعدي قبل حوالي السنوات ‏العشر بحجة تشجيع حماية البيئة من خلال التدوير بزرع نباتات في عبوات مياه ‏بلاستيكية تم تلوينها بحجة ‏upcycling‏ أي إعادة التدوير بطريقة أرقى، وتوزيعها ‏على جدران المدينة القديمة بطريقة شوهت تلك الجدران التي اعتاد أهلوها على وجود ‏النارنج والياسمين المتدلي عليها دون حاجة إلى عبوات بلاستيكية قبيحة وملوثة. ‏واستنكر ذلك في حينه الكثير من الحريصين على أصالة المدينة القديمة والحفاظ على ‏بنيتها التي أهلتها لتكون مدينة محمية بموجب لائحة اليونسكو للتراث العالمي.‏
لكن محاولات التشويه لا تنتهي وبأغطية عدة تبدأ بالبيئة وتنتهي بالفن.‏

ليست ظاهرة الرسم على الجدران في المدن بجديدة بل هي ظاهرة موجودة تاريخيا ‏وقد كانت تجري بالمعنى التاريخي لتجميل الأبنية والمدن.‏
لكن تشويه جدران المدينة القديمة (حي التيامنة) بحجة التجميل شيء آخر، حيث أعطت ‏محافظة دمشق الأذن للشباب بالرسم بشكل عشوائي على جدران مدينة دمشق ‏القديمة المصنفة ضمن لائحة التراث العالمي المسجل لدى منظمة اليونسكو، وتنادى ‏الكثير من المهتمون بالآثار والتراث والفن ليستنكروا هذا الفعل.‏

وبررت محافظة دمشق ذلك بأن هذه المنطقة خارج السور، وهذا عذر أقبح من ذنب ‏لأنه يذكرنا بالخطأ الأساسي الناجم عن عدم وجود منطقة حماية والاكتفاء بمنطقة ‏لبية، ويذكرنا بذنب مَن كان السبب فيها من فاسدين يستمرون في الاستناد إلى إرث ‏من سبقهم ومهد لهم من فاسدين.‏
وإن كنا خسرنا العديد من المواقع الأثرية والتاريخية الهامة في سورية خلال هذه ‏الحرب، فهذا دافع قوي للحفاظ على ما تبقى منها بطريقة علمية تحترم الإنسان ‏والمكان في السياق التاريخي الهوياتي البصري الصحيح.‏
إن عدم السماح بمزيد من التشويه وطمس ملامح المدينة القديمة، وعدم السماح بترك ‏الأبنية عرضة للانهيار (الذي يجري بطريقة ممنهجة للأسف) هو جزء من الدفاع عن ‏هويتنا الوطنية.‏

إن الضغط باتجاه ترميم المدينة القديمة بوسائل تحترم تاريخها وهويتها، ولا تستبدل ‏بنيتها السكانية (التي هي أحرص على هويتها الاجتماعية الاقتصادية بالطبع) هو ‏الطريق الصحيح.‏

 


شارك بالتعليق :

الاسم : 
التعليق:

طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال طباعة هذا المقال أرسل إلى صديق

 
 

سورس_كود



islamic_bank_1


Baraka16


Orient 2022



معرض حلب


ChamWings_Banner


CBS_2018


الصفحة الرئيسية
ســياســة
مال و مصارف
صنع في سورية
أسواق
أعمال واستثمار
زراعـة
سيارات
سياحة
معارض
نفط و طاقة
سوريا والعالم
محليات
مجتمع و ثـقافة
آراء ودراسات
رياضة
خدمات
عملات
بورصات
الطقس