عادت مخاوف الإغلاق لتسيطر على المشهد الدولي والأوروبي على وجه الخصوص، مع
إعادة السلطات النمساوية فرض الإغلاق الكامل على كافة أرجاء البلاد،
شاملاً الملقّحين أيضاً ضد كورونا، وسط معطيات تؤكد اتجاه عدة دول أوروبية
لفرض إغلاق جديد مع ارتفاع مستوى الإصابات بفيروس كورونا. المستشار
النمساوي ألكسندر شالنبرغ أعلن أول من أمس أن حكومة بلاده ستفرض إغلاقاً
يشمل السكان جميعهم، بعد أيام من قرار حجر استهدف غير الملقحين، لتكون بذلك
أول بلد في الاتحاد الأوروبي يتخذ إجراءات من هذا القبيل في ظل ارتفاع عدد
إصابات «كوفيد 19»، لافتاً إلى أن الإغلاق سيبدأ اعتباراً من يوم غد
الإثنين وسيجري تقييمه بعد عشرة أيام، كاشفاً أن حكومته ستلزم سكانها بتلقي
اللقاحات المضادة لكوفيد اعتباراً من الأول من شباط المقبل، وقال: «رغم
العمل على ذلك على مدى شهور، لم ننجح في إقناع ما يكفي من الناس بتلقي
اللقاحات»، متهماً الأشخاص الذين يرفضون التطعيم بأنهم يشنون «هجوماً على
النظام الصحي». الخطوات الحكومية النمساوية لاقت اعتراضاً شعبياً
واسعاً، حيث تجمع آلاف المتظاهرين في فيينا أمس للاحتجاج على الحجر
والتطعيم الإجباري الذي أعلنته الحكومة، ورفع الحشد في قلب العاصمة
النمساوية بالقرب من المستشارية لافتات تندد بـ«ديكتاتورية كورونا»، وأخرى
كتب عليها «لا لتقسيم المجتمع». بالتوازي قررت الحكومة السلوفاكية
تشديد القيود المحلية لغير الملقحين اعتباراً من غد الإثنين، وذكرت صحيفة
«سلوفاكيا توداي» المحلية، أن رئيس الوزراء إدوارد هيجر وصف القيود الجديدة
بأنها «إغلاق محلي لغير الملقحين»، ولكن حتى الأشخاص الذين تم تطعيمهم
سيتأثرون في المناطق التي تعاني من أخطر حالات الوباء حيث تم تصنيفهم
بالألوان على حسب شدة الإصابة. من جهتها ستبدأ ألمانيا ابتداء من
الأسبوع المقبل، في تشديد الإجراءات على غير الملقحين، وستمنع دخولهم إلى
المطاعم والأماكن المغلقة حتى ولو أظهروا فحص كورونا سلبياً، كما ستشدد
الإجراءات في النقل العام وتفرض على جميع مستخدميه، إما إبراز شهادة تلقيح
أو شفاء أو فحص سلبي. يأتي ذلك في وقت فرضت فيه السلطات الفرنسية حظراً
للتجول بين الساعة السادسة مساءً والخامسة صباحاً في مقاطعة غوادلوب بعد
احتجاجات واسعة وعنيفة شملت إغلاقاً للطرقات وإحراق مبانٍ ومركبات وإغلاق
مدارس رفضاً لفرض الشهادة الصحية حول التطعيم ضد وباء كورونا. ونقلت
وكالة «أ ف ب» عن محافظ غوادلوب، وهي إحدى جزر ليوارد الواقعة في جزر
الأنتيل الصغرى بين المحيط الأطلسي والبحر الكاريبي، ألكسندر روشات قوله:
«إن حظر التجول سيبقى نافذاً حتى 23 الشهر الجاري في ظل التحركات المستمرة
وأعمال التخريب في المقاطعة».
|