سيرياستيبس :
تشهد
أسعار المنازل في دمشق تبايناً كبيراً تبعاً للمناطق واختلاف تكاليف مواد البناء والإكساء
ومصدر هذه المواد التي ترتفع مع ارتفاع صرف الدولار في السوق الموازية، وتراوحت أسعار
المنازل في العشوائيات بدمشق (أملاك دولة) مساحة 80 متراً ما بين 25 – 30 مليون ليرة
سورية، بينما تبدأ أسعار المنازل الطابو الأخضر بالمساحة نفسها من 60 مليون ليرة.
وأكد
المهندس المدني بيبرس حاج حسن : أن اختلاف الأسعار ناتج عن عوامل متعددة أهمها المساحات
والمناطق، إضافة إلى أن طريقة إيصال المواد تلعب دوراً مهماً في تحديد سعرها، واعتماد
أصحاب المنازل في المناطق المنظمة على مهندسين ومتعهدين بأجور مرتفعة، بينما يتم الاعتماد
على معلم البيتون في مناطق العشوائيات.
وأضاف
أن ارتفاع أسعار رسوم رخص نقابة المهندسين التي تُمنح لتشييد البناء، وارتفاع أجرة
اليد العاملة ومواد البناء، عوامل تلعب دوراً إضافياً في رفع أسعار تكلفة المنازل،
مشيراً إلى أن نسبة الارتفاع في مواد البناء تجاوزت 220% بشكل تصاعدي من 2011 إلى
2019.
وأشار
إلى أن جودة المواد التي يختارها مالك العقار تلعب دوراً بارزاً في تحديد سعر العقار،
ففي مناطق العشوائيات يتم الاعتماد على مواد الإكساء الصناعية (رخام صناعي – سيراميك
صناعي) وهذه المواد أسعارها أرخص من المواد الطبيعية، أما مالك العقار في الأماكن المنظمة
فيستخدم مواداً طبيعية يعلم أن سعرها المرتفع يرفع قيمة المنزل.
ونوه
الى أن العقوبات الاقتصادية على سورية أثرّت بنسبة 60% على سوق الإكساء من ناحية فقدان
المصادر الممتازة مثل الرخام الإيطالي وخشب الباركيه الأميركي المقاوم للعوامل الجوية،
علماً أن سورية شهدت انتعاشاً في سوق الإكساء بعد الانفتاح السابق على أوروبا وتركيا.
تسعير
المواد بالدولار:
بدوره،
أوضح مدير تجاري في مجال مواد البناء، فراس نديم أن مواد البناء من حديد وإسمنت ورمل
وبحص، محلية الصنع ومع ذلك تسعر وفقاً لسعر دولار السوق الموازي، وهذا الأمر كان له
تأثير على سوق العقارات، مشيراً إلى أن أصحاب العقارات بدؤوا بتسيعر منازلهم بالدولار.
وأضح
أن سعر تكلفة البناء دون كسوة وسطياً في كفرسوسة يصل إلى 1,500 دولار للمتر الواحد،
وفي الميدان يصل إلى 800 دولار، وفي بعض مناطق المزة 1,000 دولار، أما في دمر البلد
فسعر المتر يصل إلى 500 دولار.
وأشار
إلى أن تباين الأسعار عائد لطبيعة المنطقة إن كانت منظمة وملكية منازلها نظامية في
الطابو، أو ملكية حكم محكمة أو كاتب بالعدل، إضافة إلى بعدها عن مركز العاصمة وموقعها.
وفي
السياق نفسه أكد أحد باعة مواد البناء في المزة 86 أن مواد البناء في المزة ارتفعت
بشكل كبير خلال فترة الربع الأخير من 2019، إضافة لارتفاع أجرة اليد العاملة، وكل ذلك
زاد من تكلفة البناء ليصل سعر تكلفة المتر الواحد من دون إكساء وسطياً إلى 100 ألف
ليرة.
وأوضح
أن أسعار المنازل في عشوائيات المزة 86 متباينة ففي مداخل الحي يصل سعر المتر للمنزل
كامل مع إكسائه إلى 200 ألف ليرة سورية فقط، وفي وسط المنطقة يصل إلى 150 ألف ليرة
وفي الأزقة البعيدة يصل إلى 100 ألف ليرة سورية.
وأشار
إلى أن معلم البيتون يتقاضى أكثر من مليون ليرة سورية عن مساحة 100 متر مربع كأجرة
يد، بينما يتقاضى كل عامل لصب متر مكعب 8,000 ليرة سورية، ومعلم البلاط والسيراميك
يتقاضى كل منهما عن كل متر 1,300 ليرة سورية.
وشهدت
أسعار مواد البناء ارتفاعاً خلال الربع الأخير من 2019 موصولاً مع بداية العام الحالي،
فقد سجل سعر طن الحديد المبروم 550 ألف ليرة، وطن الإسمنت 50 ألف ليرة، فيما وصل سعر
المتر المكعب من الرمل إلى 10 آلاف ليرة، ومتر مكعب بحص عدسة إلى 9 آلاف ليرة، والبلوكة
10 سم من المعمل 110 – 115 ليرة.
وفي
عام 2019، أكد الباحث الاقتصادي عمار يوسف أن معيار ارتفاع أسعار العقارات أو انخفاضها
غير مرتبطة بأسعار تكلفة مواد البناء، فارتفاع سعر مواد البناء لا يتجاوز 10 -15% من
ارتفاع سعر الشقة.
وأشار
يوسف إلى أن كل ارتفاع في الدولار يقابله ارتفاع في سعر مواد البناء، إضافة لارتفاع
أجور الأيدي العاملة، إضافة لارتفاع أجور النقل والعقوبات المفروضة على سورية….
الاقتصادي.