دمشق - سيرياستيبس :
هامش : لعل زيارة
وزير الخارجية الاماراتي الى جبلة واطلاعه على حجم الدمار الذي اصاب
المدينة المنكوب مع العديد من القرى التابعة .. يصلح لأن تستنتج منه ان
الامارات ربما قد تساعد في بناء ضواحي سكنية للمنكوبين .. هو مجرد تكهن
ولكن ليس مستبعد ..
في
الحقيقة لربما يكون بناء ضواحي سكنية للمنكوبين افضل مساعدة تتلقاها سور
ية من الامارات وغيرها لمواجهة استحقاقات زلزالها لذي خسرها وفقا لباحثين
اقتصادين 30 % من ناتجها المحلي الاجمالي وقد يكلفها مبدئيا 30 مليار
دولار على الاقل في رقم قابل للازديا د للاسف فحجم الخسائر كبير في البيوت
والمنشآت وفي الاقتصاد أيضا ؟
لايمكن
تجاهل ما بدأ الكثيرون بما فيهم الخبراء الى ضروة الاهتمام بالبناء ليكون
مقاوما للزلازل وهذا ليس في المناطق المنكوبة بل في عموم البلاد وهذا يعني
أنّه قد حان الوقت للتعامل مع السكن العشوائي بشكل جدي وأهم خطوة الآن هو
دراسة العشوائيات لجهة قدرتها على تحمل الكوارث وثانيا وهو الأهم منع أي
مخالفة أياً كان صاحبها
على
ان المطلوب اليوم التعامل مع اي مسكن لايحقق شروط السلامة خاصة وان الجميع
يعلم أنّ الكثير من المخالفات بنيت دون مراعاة الشروط الهندسة ولا أكواد
البناء بل الكثير منها غير مبني بالأسمنت المسلح ومنها مارفع بلا إعمدة
بعد
الذي شهدناه نتيجة الزلزال فإن عدم التعامل مع الوضع الفني للابنية يعني
تأجيل المأساة الى ن يحين موعدها مع زلزال اخر لاسمح الله او مع هزة
ارتدادية قوية ويبدو ان الكثير من الابنية لم تعد بحاجة إلا الى هزة لتودع ؟
بينما تهدمت عشرات الأبنية , الكثير منها جديد بالكاد مر عليها سنوات
قليلة , وقبل الزلزال كانت بمثابة ثروات بيد السوريين ..بل وكانت الشقق في هذه البنيات الجديدة والجميلة تُعرض بمئات الملايين من الليرات ..
الى
أن اهتزت الأرض في فجر 7 شباط واهتزت معها تلك البنايات .. بينما بقي
الضمير محشورا في صدور لا تعرف الا أن تكدس المال بلا شبع ..
على
كل " ومن باب سرد مثال "كثيرون يعرفون كيف نُفذ محلق جبلة وما حوله من
أبنية , وكيف كان هناك إصرار على انجازه أي المحلق بزمن قياسي لدرجة أن
انتقادات مباشرة وجهت لسوء التنفيذ ورداءة التصاميم الهندسية , لكن كان
المهم ان ترتفع أسعار الأراضي من حوله لتدخل في بازار البناء وهو ما حدث
فعلا .. فالعمارات أشيدت في زمن قياسي .. على أن مسار هذه البنايات المهربة
كان واحداً وصولا الى ريف المدينة القريب تماما كمناطق الرميلة وسطامو
وغيرها التي سمعنا بها طوال الايام الماضية
بصمة
الفساد بدت واضحة في كل بناء تهدم وعلى باب كل بناء صار أيلاً للسقوط
فتم تشميعه تمهيدا لهدمه .. ستقولون لكنه زلزال وطبيعي أن تنهار الأبنية
.. نعم إنّه زلزال وكان مركزه في تركيا وليس في سورية وكان من المفترض على
الاقل أن تكون الأبنية الحديثة مقاومة لا أن تنهار بالجملة كما رأينا في
جلبة و اللاذقية
لقد
حرم عشرات الآلاف بل مئات الآلاف من المأوى وفقدوا القدرة على تخبأة
فقرهم تحت سقف وداخل جدران . في الحقيقفة لقد صار الفقر والحرمان على
قارعة الطريق وصارت العودة الى مراكز الايواء نهاية كل يوم وسط ظروف البرد
والو جع والفقدان والاشتياق لبيت كان موجودا قبل أيام فقط ..فقد أخذ
الزلزال معه الكثير من حياة السوريين .
مع
توالي أعمال الإغاثة والاستجابة للاحتياجات الملحة والضرورية للسكان
المنكوبين فإنّ المهم الآن هو الانتقال الى مرحلة استدامة الاغاثة
عبرالتخطيط سريعا وضمن برنامج زمني محدد لتأمين مسكن ومكان للإقامة ريثما
يتم الإعلان عن حلول الدولة بهذا الشان , هل ستبني لهم مساكن بديلة ونفضل
هنا أن تتولى مؤسسة الاسكان البناء لأنّ الزلزال أثبت أنّ بيوتها قوية جدا
.. اقوى بكثير من الفساد الذي بنيت بيده واشرافه عمارات المتعهدين وتجار
البناء ..
وضوحا
.. يتوقع أن تكون هناك سينا ريوهات عدة لإطلاق عمليه البناء بحيث تكون
متاحة للأفراد لمن يستطيع ضمن حزمة من التسهيلات التي تسرع من عملية البناء
بشكل مباشر أو عبر بناء مجمعات سكنية منظمة , والأهم ان تكون إشادتها
مراقبة ومراعية لاكواد الزالزل اي قوية البنيان , اليوم اهم نقطة في
إعادة البناء هو تقويض الفساد ومنع أية ممارسات له لأن فساد تجار العمار
ومتعهديه ومن سهل لهم لم يدفع ثمنه الافراد واصحاب البيوت فقط بل البلد
كلها ستدفع الثمن اليوم , خسائر البلد بمليارات الدولارات وهذه المليارات
ستدفع الدولة أضعافها لتعيد الحياة الى المناطق المنكوبة ,
في الحقيقة الفساد لانعرف متى ندفع جميعا ثمنه ؟
كل
البناء الذي تمت اشادته عشوائيا أو تهريب يمكن اكتشافه من صور الاقمار
الصناعية .. وكل الفاسدين من البلديات والوحدات الادارية والمتعهدين
مازالوا موجودين ويجب محاسبتهم بلا هوادة لأنّ عدم محاسبتهم سيجعلم يعتقدون
أنّه بالإمكان تمرير المزيد من الفساد.. فساد لم يعد لنا طاقة عليه أبداً
هل تعلمون أن فساد
الاغاثة ليس في بيع المعونات ابدا كلها حالات فردية وغير موثقة .. الفساد
هو في اعتقاد الفاسد انه يمكن له ان يكون عرابا للبناء من جديد وهذا أخطر
ما قد نواجهه , ومن أجل تلافي ذلك يجب أولاً المحاسبة " لتربية جميع
الفاسدين وقطع شرش أطماعهم بشكل نهائي " وثانيا تولي مؤسسات الدولة عملية
البناء بالكامل وكل هذا يمكن القيام به طالما اعتبرت المناطق التي اصابها
الزلزال مناطق منكوبة ..
كرمى
لأولئك الابرياء الذين قضوا وهم يحاولون لملمة أنفسهم عندما اهتزت الارض
ولم تسعفهم الثواني .. حاسبواالفاسدين فكلهم معروفون.
كرمى لمستقبل البلد خططوا كي لايقتلنا زلزال آخر وإن كان الفساد هو الزلزال الذي يهتز بنا كل يوم
نحن السوريون الذي يقاس عمر نا بآلاف السنين قادرون على ان نطوي وجعنا وأن نعمر لمستقبل أولادنا ..
كل الأمل بإدارة استثنائية ومسؤولة لملف التعافي فلا مجال إلا للعمل .. والعمل ..