قبل
فترة كنت أروي لصديق معنى الانتحار لدى بعض شعوب شرق أسيا ، خاصة عندما يقوم به
رجال مشهورون ارتكبوا أخطاء بحق المجتمع ...فالانتحار لديه هو بمثابة اعتذار عما
ارتكبه المنتحر من أخطاء وعثرات قد تكون تركت تأثيرات على المؤسسة و البيئة
الاجتماعية والمهنية التي ينتمي إليها المنتحر ....
هنا
رد صاحبي علي ... وهل أنت تريد من مديري المؤسسات العامة والخاصة التي ارتكبت
أخطاء بحق البلد أن ينتحروا ويلقوا بأنفسهم من أعلى طابق في المبنى الذي يعملون به
؟!.
قلت
: يا ريت يفعلون ذلك مرة واحد ... اعتذارا من المواطن الذي وثق بهم ، وليس هربا من
المحاسبة وخوفا من مواجهة الآخرين !!.
في
واقع الأمر تبين المواقف حيال مسألة إدارية مهمة ... عندما تحدث مخالفات وتجاوزات
كبيرة في إحدى المؤسسات وتكون الإدارة غير متورطة فيها .... هل يجب عليها
الاستقالة عند كشف ذلك ؟! أم أن كشفها لهذه المخالفات يعفيها من ذلك و يمنحها
مزيدا من الثقة للاستمرار ؟!.
مؤيدو
الاستقالة يرون أن الإدارة مسؤولة في كافة الأحوال عما يجري فيها سواء كان هناك
تورط أم لا ، باعتبارها أعطت الثقة والاطمئنان للعاملين المتورطين وتكليفهم بمهام
هم ليسوا أهلا لها ...
معارضو
الاستقالة يؤيدون العكس ، فالإدارة لا يمكنها أن تكشف نوايا جميع العاملين و
غاياتهم وخلفياتهم الثقافية والأخلاقية ،
ويكفي أن تنجح الإدارة في كشف المخالفات و التجاوزات لتؤكد رغبتها بالعمل الصادق
وحرصها على مصالح المؤسسة والمجتمع ...
هناك
تباين واضح في تحديد الرأي الصائب من هذا الموضوع ... ويبدو أنه لم يعد أمام
المواطن إلا أن يصعد أعلى مكان ويقذف نفسه منه جراء السرقات التي تكشف يوميا ويحمل
هو تبعاتها ... فالسارق أيضا يحمل صفة مواطن !!.
زياد غصن
zghisn@scs-net.org
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=160&id=120