سيرياستيبس :
إعلانات مضى عليها زمن وبهتت ألوانها وصدأت جدرانها،إلا أنّها مازالت صامدة وتتمدد في طول الشوارع وعرضها. مُخلّفة تشوهاً بصرياً يُضاف للمشهد العام الذي حلَّ بدمشق وشوارعها بفعل الحرب ومفرزاتها. حيث لا تزال أغلب الشوارع السورية تعج بإعلانات قديمة للوحات الطرقية.
لوحات إعلانية طرقية من الحجم الكبير والصغير تُركت كما هي منذ بداية الأزمة/الحرب. ويعود ذلك لعوامل عديدة منها توقف أغلب شركات الإعلان عن العمل، وضعف السوق الإعلانية خلال التسع سنوات الماضية. وبما أنّ اللوحة الإعلانية تُكوّن عنصراً رئيسياً يرسم المشهد البصري للمدينة فقد فَقدت المدن السورية هويتها البصرية نتيجةً لذلك.
مؤسسة حكومية إعلانية تُنظم سوق الإعلان السوري وتتقاضى عمولة عن كل إعلان إذاعي. تلفزيوني. طُرقي. مع ذلك تجد إعلانات طُرقية منذ شهور وربّما أكثر لفعاليات ونشاطات مضى عليها الوقت وأصبحت جزءاً من فعل ماضي إعلاني. لكن للأمانة أيضاً هناك لوحات إعلانية فارغة منذ وقت ليس بالقصير.
يقول أيمن الأخرس مدير عام المؤسسة العربية للإعلان : ” إنّ اللوحات الطرقية الموجودة على طريق المطار تُزال اليوم بالتدريج”مضيفاً أنّ هناك العديد من اللوحات القديمة في الشوارع لم تُزل كون محافظة دمشق مسؤولة عنها وليس المؤسسة ولفت إلى أنّ هناك إعادة تأهيل للوحات الصغيرة، واستبدال للبعض منها.
وحيال اللوحات الإعلانية الكبيرة قال الأخرس : ” إنّ العمل قائم على إزالتها حيث تم تسليمها لشركة إعلان جديدة ستبدأ بالعمل مع بداية عام 2020″، مُشيراً إلى أنّ هناك خريطة رقمية للوحات الطرقية قيد النقاش لطرحها قريباً. وأنّ المؤسسة ناظم ومشرف ومتابع للعمل الإعلاني وليست محتكراً له.
يرى مدير الاستثمار في مؤسسة الإعلان المثنى رحية، أنّ التشوه الذي خلقته الإعلانات الطرقية تراكمي، حيث هناك لوحات تُركب كل عام منها ما هو نظامي، ومنها المخالف وهي اللوحات الصغيرة. كما أنّ موضوع إزالة هذه اللوحات مرتبط وفقاً لرحية بمحافظة دمشق، حيث وجهت المؤسسة عدة كتب رسمية إلى مجالس المدن لإزالة تلك اللوحات، إلا أنّ التجاوب كان بطيئاً.
وجدير ذكره أنّ عدم المتابعة اليومية والشهرية للإعلانات الطرقية يسبب تراكمها وتشويهها للمنظر العام. ونادراً ما كانت تلك اللوحات قبل الأزمة تظل فارغة أو بنفس الإعلان لمدة طويلة. حيث أثرت الأزمة على نسبة الإشغال لهذه اللوحات وفقاً للرحية الذي أكد أنّ اللوحات جزء من التشوه البصري العام وإزالتها لا تزيل هذا التشوه كون مجالس المدن لا تعمل وفق مفهوم التنسيق الحضاري للمدن.
تملك مؤسسة الإعلان اليوم لوحات شركة طيف (التي كانت شركة إعلانية خاصة) وتنازلت عنها للمؤسسة كما قال رحية للأيام مضيفاً أنّ المؤسسة لا تملك الإمكانية لتحسين كل هذه اللوحات المشوهة رغم أنّها رابحة جداً بحسب تعبير مديرها العام أيمن الأخرس.
تَعكس إعلانات اللوحات الطرقية روح المدينة وألقها عندما تتكامل مع غيرها لخلق هوية بصرية مكانية تُميز كل مدينة عن أخرياتها وتمنحها جمالاً عاماً. لكن كل ذلك يتطلب العمل المتكامل لتحديد مسارات تلك اللوحات وتموضعها الجغرافي المتناسق مع غيرها من العناصر الأخرى.
حبيب شحادة - الأيام
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=134&id=178418