طلب تاجر دمشقي يبيع القماش في سوق الجوخ من جاره في البيت أن يوظف له ابنه الأبله في محل تجارته، فاستغرب الجار هذا الطلب كونه يعلم أن الولد أبله، ولا يمكن أن يقوم بأي عمل وأن قدراته العقلية لا تساعده على فعل أي شيء.. إلا أن التاجر أصر على ذلك بقوله: (لن أجعله يفعل شيئاً بل سأتركه يجلس على الكرسي بجانبي فقط، وسأعطيه في الشهر ثلاث ليرات لوجه الله! ولعل وعسى أن يتطور عقل هذا الفتى من خلال مشاهداته للزبائن وسماع كلامهم)، وأضاف متسائلاً: (أليس أفضل من جلوسه في البيت مع البنات؟) فأجابه جاره: (على بركة الله) وأنزل الأب ابنه إلى محل جاره في سوق الجوخ، وجلس الولد على الكرسي ومضى الأب إلى عمله..
دخل زبون إلى المحل وطلب قماشاً وسأل عن سعره فأجابه صاحب المحل (ليرتان) وعندما (استغلى) الزبون السعر قال: (جارك يبيع القماش ذاته بليرة ونصف) فقفز صاحب المحل من مكانه ووضع يده على رأس الولد الأبله صارخاً: (وحياة هذا الولد رأسمال المتر ليرة وتسعون قرشاً)، فاشترى الزبون ومضى..
وهكذا بات صاحب المحل يمضي جل وقته في البيع (والحلفان برأس الأبله).
قد تكون القصة غريبة، لكنها وقعت فعلاً، ومازالت تقع بطرق مختلفة.. فالتاجر السابق كان يحتال على ربه وعلى الزبون.. وتجار الدين السياسي يحتالون على ربهم وعلى الشعوب وإن اختلفت الغاية، لكنه في النهاية احتيال على الدين لا يفسَّر إلا بالجهل أو لغايات دنيئة.. أوليس الذين يكفّرون اليوم بعضهم بعضاً ويحكمون على بعضهم بالموت لمجرد أنهم ليسوا من دينهم أو من طوائفهم.. محتالين على الله.. وعلى الشعوب؟!
رئيس تحرير مجلة أبيض واسود أيمن الدقر
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=160&id=185