سيرياستيبس :
فازت سورية بجائزة (ايكروم الشارقة) للممارسات الجيدة في حفظ وحماية التراث الثقافي في المنطقة العربية بدورتها الثانية عبر مشروع (ترميم سوق السقطية) الأثري في حلب القديمة الذي قدمته مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية متفوقاً بذلك على 14 مشروعاً ثقافياً عربياً.
وأوردت وكالة سانا في تقرير بهذا الشأن للزميلة رشا محفوض، أن أهمية مشروع ترميم سوق السقطية الأثري تأتي لكونه يظهر مقدرات الخبرات السورية ورأس المال الوطني في إعادة إعمار ما هدمته الحرب والخسائر الكبيرة التي تسببت بها ليس على صعيد سورية فحسب وإنما على صعيد الإنسانية والتراث الثقافي العالمي.
أعمال الترميم نفذت في تموز عام 2019 من قبل صندوق الآغا خان للثقافة كجهة مانحة ومشرفة بالتعاون مع العديد من الشركاء المحليين منهم مجلس مدينة حلب والمديرية العامة للآثار والمتاحف والأمانة السورية للتنمية ليفتح سوق السقطية أبوابه في تشرين الأول الماضي بعد وضع دراسات علمية ومخطط تفصيلي للمنطقة بخبرات سورية.
وامتلك ترميم سوق السقطية كل العوامل التي أهلته للفوز، منها الدراسات العلمية التي تمت للموقع وتحضيرات إطلاق عمليات الترميم والمنهجية المتبعة لمشروع الترميم وتحديد المهام ووضع آلية مشتركة للتعاون بين الجهات المعنية لإنجاز الأعمال المطلوبة في الوقت المحدد والعودة إلى الحقب التاريخية لكل مبنى وتاريخ إنشائه مع التركيز على الأبنية في محيط الجامع الأموي.
واتسمت دراسات عمليات الترميم بتوثيق وتسجيل العناصر الزخرفية المتوزعة بأرجاء السوق لجعل المحال فيه تأخذ طابعاً متناسقاً يحمل صفة جمال وأصالة الأبنية التاريخية مع توفير أفضل شروط البنى التحتية الحديثة دون المساس بالهوية التراثية المعمارية السورية.
يذكر أن جائزة ايكروم الشارقة تعد من أهم المسابقات التي تعنى بالتراث الثقافي في المنطقة العربية وتمنح مرة كل سنتين بهدف تكريم الأعمال المتميزة التي تساهم في حماية التراث الثقافي المادي وإحيائه في العالم العربي ضمن فئتين رئيستين المباني والمواقع التراثية والمقتنيات والمجموعات المتحفية في المؤسسات الثقافية كالمتاحف والأرشيف وتضمنت قائمة المشاريع المرشحة للجائزة العام الحالي 15 مشروعاً عربياً من سورية ومصر وفلسطين والأردن والسودان.
في شهر آب من العام الماضي 2019 نشرت أخبار أوروبا تقريراً لوكالة ( الأسوشيتد برس ) أشارت فيه إلى أنّ السوق الذي يضمّ 53 متجراً، وتحدّه بوابتان خشبيتان كبيرتان، اشتهر في الماضي بالملاحم والمتاجر التي تبيع المكسرات (الفستق الحلبي) والحبوب على أنواعها.
وأضافت الوكالة بأن سوق السقطية ليس إلا قسماً من أسواق حلب التي يعتقد أنها أقدم أسواق مغطاة (مسقوفة) في تاريخ العالم، واعتاد السوريون والسياح من العالم كلّه زيارتها سنوياً، بهدف شراء منتجات اشتهرت بها المنطقة مثل التوابل والنسيج والزيوت والصابون وغيرها من المنتجات التي صنّعها حرفيّو حلب عبر امتداد القرون.
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=145&id=185241