دمشق – خاص لسيرياستيبس :
ينتج الأردن حاليا 2100 ميغا من الكهرباء النظيفة بالاعتماد على الشمس ويشكل هذا الرقم اقل بقليل من كامل إنتاج سورية من الكهرباء حاليا , في الوقت الذي تبدو فيه الكهرباء النظيفة مجرد عينات غير مؤثرة في قطاع الكهرباء ..
الأردن أيضا تمكن من إقامة محطة لتوليد الكهرباء بالاعتماد على السجيل الزيتي بطاقة تصل الى 700 ميغا ..
يبحث عمن يستورد الكهرباء منه بعدما تمكن من
تغطية احتياجاته وتحقيق وفرة للتصدير .. كل ذلك جعل الاردن
في حين تعاني سورية اليوم وبشدة من نقص حاد في توليد الكهرباء ليس بسبب قدم المحطات فقط والإصرارعلى اتباع الاسلوب التقليدي في التوليد من قبل وزارة الكهرباء بإداراتها المتعاقبة , بل لأن الكهرباء النظيفة بقيت حتى الآن مجرد ترف للإجتماعات والتصريحات بينما على أرض الواقع تبدو التجارب مجرد محاولات متناثرة لا تأثيرلها في الواقع الكهربائي , أما الكثير الذي يخطط لإقامته ويجري الحديث عنه فيحتاج الى إرادة ودعم غير متوفرين بشكل فعلي حتى الآن .
في الحقيقة إن كانت النوايا حقيقية بنشر محطات التوليد النظيفة بالاعتماد على الشمس والرياح بالشكل الكافي فبكل تأكيد ستسبق زمنياً كل مشاريع صيانة وإصلاح المحطات التقليدية التي تحتاج الى وقت وأموال كبيرة وفي النهاية مستقبلها متعلق بتوفر الفيول والغاز ؟
في سورية هناك الشمس والرياح التي يمكن أن تقدم الكهرباء النظيفة بكميات كبيرة ولكن لابد من خطوات ثابتة وملزمة وقوية للاستفادة منها في توليد هذه الكهرباء الكثيرة ؟
على سبيل المثال إلزام المدن الصناعية بإقامة محطات لتوليد الكهرباء بالشمس أو الرياح مع وضغ سقف زمني لذلك
أيضا الزام أي جمعية سكنية أو أي منطقة سكنية تُنظم أو يعاد إعمارها بأن يكون هناك وعلى التوازي محطات توليد نظيفة قادرة على تأمين احتياجاتها الذاتية .
وفي كل ذلك يجب فتح المجال للمستثمرين لإقامة المحطات الكبرى وتأمين القروض لذلك وفسح المجال لشراكات خارجية .. بما يعظم انتاج سورية من الكهرباء النظيفة على التوازي مع التوجه الجاد والشجاع نحو استثمار ثروة سورية من السجيل الزيتي وحيث تؤكد المعطيات والمعلومات الجدوى الاقتصادية من استثماره بل إنه يشكل فرصة حقيقية لدولة مثل سورية لتأمين جزء مهم من حاجتها الكهربائية في ظل ما تعاني منه من نقص الوقود والمحرقات ..
ان كل مايمكن إقامته من محطات لتوليد لكهرباء سواء من الشمس أوالرياح أوالسجيل الزيتي يمكن انجازه لو توفرت الإرادة والإدارة الصادقة بنفس الوقت الذي تحتاجه صيانة أي محطة تقليدية تعمل على الفيول أوالغاز وتحتاج لمئات الملايين من الدولارات ولأشهر طويلة من العمل وقد لايتم انجازها بسبب الحصار والعقوبات ..
فكل هذه الأموال وكل هذا الوقت يجب أن يتم توجيهه نحو الطاقة النظيفة ونحو السجيل الزيتي ضمن معادلة تقوم على تحقيق التوازن في عملية التوليد بحيث يكون هناك تنوع في المحطات وماتعتمد عليه وبشكل يؤمن انتاج الطاقة دون الوقوع تحت رحمة توفر الفيول والغاز ..
سورية لديها امكانيات استثنائية لاقامة محطات توليد الكهرباء بالاعتماد على الشمس التي تشكل الأمل بالنسبة لها
سورية لديها مناطق مثالية لإقامة محطات توليد الكهرباء بالإعتماد على الرياح واسألوا الألمان الذي خططوا طويلا لإقامة مزارع ريحية غير مسبوقة بحجمها في سورية وتحديدا في حمص والتي ربما كانت الآن تملأ المكان لولا تلك الحرب اللعينة ؟
سورية لديها إمكانيات استثنائة لإقامة محطات لتوليد الكهرباء بالاعتماد على السجيل الزيتي الذي تمتلك منه احتياطات على مستوى العالم وحيث يبدو استثماره ذو جدوى اقتصادية مؤكدة مع مايتيحه من فوائد لصناعة الاسمنت
ماذا نريد بعد وماذا تريد وزارة الكهرباء الغارقة في نمطيتها وتفكيرها التقليدي حتى أغرقت البلاد بالظلام
انهضوا انظروا الى الشمس .. استثمروها بحرية ..لتزيلوا ظلام الليل
انهضوا وقفوا في وجه الرياح كي تزيحوا العتمة عن كاهل البلاد وكي تشغلوا المصانع والمعامل وتعيدو الحياة للمرافق والمؤسسات
ابدأوا بحرق صخور السجيل الزيتي بشجاعة كي تحصلوا على الكهرباء
ماذا ينقصكم لتفعلوا كل تلك البدائل المتوفرة والتي هي خيار كل دول العام الآن
لماذا الاصرار على المحطات التقليدية المتهالكة
لماذا الإصرا على نمط معين وبالإمكان تجاوزه الى أنماط أخرى أكثر جدوى ؟
الوقت يداهمنا .. أصلاً في بلد كسورية إدارة الوقت هو أفضل ما يمكن فعله من أجل تحقيق النهوض والتنمية والانتقال نحو الأفضل , والأهم امتلاك القدرة على مواجهة الحصار, فالشمس لايمكن لأحد أن يفرض عليها الحصار والعقوبات وكذلك الرياح
في الحقيقة كلما تأخرنا في استثمار هذه الشمس وتلك الرياح ومعهما السجل الزيتي فإنما نحن من نحاصرانفسنا .
اليوم نحتاج لإدارة في وزارة الكهرباء تعمل بعقلية الإيمان المطلق بالطاقات البديلة
فبعد قليل ستصبح حجة الغاز والفيول محض نكتة ساذجة لن يصدقها أحد وحيث لن يكون بامكان مسؤولي الكهرباء تكرارها بعد الان في ضوء كل مانملكه من بدأئل ..
لنبدأ .. فالبدايات الحقيقية والشجاعة هي التي تحدث التحولات المطلوبة .. تحولات تؤكد بأن بلد كسورية عليه أن ينتقل سريعا نحو الكهرباء النظيفة ونحو بدائل الوقود الإحفوري الى السجيل الزيتي
عندما تتوفر الارادة سيكون الطريق مفتوحا لمرور الكهرباء في كل الاتجاهات تحت الشمس ومع حركة الرياح .. ومن احتراق السجيل الزيتي
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=136&id=188026