النوم في الغاز
لماذا تكره وزارة الكهرباء توليد الكهرباء من السجيل الزيتي ؟



النوم في الغاز _ مقاربة لقصور ادارة الموارد الكهربائية _ موقع سنسيريا

;jكتب الاعلامي معد عيسى
تبقى أزمة الكهرباء الشغل الشاغل للمواطن وسط غموض رسمي عما حصل في هذا القطاع ، وتساؤل شعبي عما يجري داخل هذا القطاع ولماذا لم تُكشف خفاياه التي يعتقد الكثيرون أنها تخفي الكثير عبر سنوات طويلة.
الأمر المهم اليوم أن التعاطي مع الأزمة ما زال بنفس النهج الذي أوصلنا الى ما نحن فيه ، وليست التجهيزات التي وصلت الى محطتي اللاذقية وحلب بالأمس إلا تكريساً لهذا النهج ، لا أحد يُنكر ضرورة التوسع في بناء محطات التوليد ، بل إن ذلك ضرورة ، ولكن أي محطات؟ وزارة الكهرباء تقول إن لديها 3400 ميغا متوقفة لعدم توفر الغاز، وهي ستضيف نحو ألف ميغا جديدة ليكون لدينا خمسة آلاف ميغا جاهزة بانتظار الغاز الذي يحتاج إنتاجه الى تخصيص مبالغ كبيرة لحفر آبار جديدة وتأمين تجهيزات حديثة لتحميض الآبار وتقنيات تشقيق طبقات الأرض وإلى زمن لتنفيذه مع احتمال ألا يتم توفير الكميات المطلوبة.
مشكلة الكهرباء في إدارة قطاع توليد الكهرباء التي ترفض تنويع مصادر الطاقة، وترفض الذهاب إلى خيارات أخرى تعتمد على الموارد المحلية المتاحة وبنفس المبالغ التي تم رصدها لبناء مجموعات توليد غازية ، فالكل يعرف أن ما تم صرفه على صيانة مجموعات التوليد البخارية كان كافياً لتوريد مجموعات توليد بخارية جاهزة باستطاعة خمسة وعشرين ميغا يُمكن تركيبها بزمن قياسي ووقودها متوفر وهذا ما تتجاهله تصريحات المعنيين بالكهرباء، ولم يكشف أحد مصير الصيانات التي تمت للمجموعات البخارية وهي اليوم متوقفة ، والكل يستغرب أيضاً استحضار وزارة الكهرباء التبريرات لعدم الذهاب لبناء مجموعات توليد تعمل على الزيت الصخري (#السجيل_الزيتي) فمرة تتذرع بحاجته الكبيرة للمياه وأخرى بعمقه في الأرض وثالثة بكلفته العالية مع العلم أن حرق #السجيل_الزيتي لتوليد الكهرباء لا يحتاج لمياه، والذي يحتاج لمياه هو استخراج النفط منه، أما في عمق طبقات السجيل الزيتي فهو على عمق خمسة وثلاثين متراً وهذا يُعد سطحياً ونحن نستخرج الفوسفات من عمق مئتي متر، أما التكلفة العالية للإنشاء فيرافقها تجاهل لحجم الوفر بالوقود الذي تقول الوزارة إنه يشكل تسعين بالمئة من إنتاج الكهرباء. التوجه للطاقة الشمسية بدأ بالفتور مع معرفة الناس بنوعية الألواح الشمسية المتوفرة في السوق السورية وكلفتها العالية قياساً مع الدخل ودول الجوار رغم نوعيتها الرديئة ، والطاقة الريحية مُستبعدة بتكلفتها الإنشائية العالية، وعليه سيبقى المواطن بانتظار الغاز الذي تحلم به الوزارة. قطاع الكهرباء بحاجة مراجعة، للسياسات، للخطط، للصيانات، للإدارات وإلا سنشهد ظلاماً أكثر.
 



المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=136&id=188400

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc