دمشق- سيرياستيبس
فعلاً .. إن لم تستح .. فافعل ماشئت .. وهذا المثل
لاينطبق في هذه الأيام أكثر مما ينطبق على وزارة الاقتصاد ..في الوقت الذي يتحرق
فيه الناس من هذا الغلاء الفاحش وهذا الانفعال اللامعقول للأسعار والتلاعب فيها
والتلاعب في المواصفات أيضاً إلى أن أشنع أنواع المخالفات التي لاتتوافق لامع
القوانين الناظمة – أصلاً- ولا مع أي مبدأ إنساني حتى صار الواحد منا يتحفظ من
تناول أي شيء من هذا السوق المنفتح ليس على العالم فقط وإنما على الشياطين أيضاً
وعلى نيران الغلاء .. فقد صارت من الأمور الطبيعية أن يقوم أي أحد بإضافة مواد
حافظة وملونة سامة ومسرطنة على أية سلعة يختارها أو أي منتج كان ..!!
فالواحد منا لايستنظف الحليب الأبيض ولا اللبن شديد
البياض الذي نحسبه أصلياً من إدخال السموم عليه بعد إضافة الماء الأوكسجيني حتى
يبدو أكثر بياضاً .. كما لايستنظف المعلبات بمختلف أشكالها حيث تضاف إليها المواد
الحافظة بشكل مدروس أحياناً وبشكل مدروس أحياناً وبشكل عشوائي في أغلب الأحيان
فنتلقفها لتتراكم في أجسادنا بانتظار أن يبلغ مداها المرض .. أو الموت أيضاً ..!
لحوم فاسدة ..مأكولات قذرة .. ملونات تجعل لك الأحمر
أبيضاً والأخضر بنياً والأزرق أصفر .. عليك فقط أن تختار بأي سم وبأي لون تريد أن
تزف لك أنباء موتك ..؟!
وفوق هذا كله .. فإن وزارة الاقتصاد تتباهى بأنها خلال الأشهر
الثمانية الأولى من هذا العام ..استطاعت أن تشيل الزير من البير وتقوم بتنظيم أكثر
من سبعين ألف مخالفة تموينية ..
إن أكبر دليل على الخيانات التي ترتكبها الرقابة
التموينية هو هذا الحجم الهائل من المخالفات في الوقت الذي مايزال السوق كما هو
منفلت العقال على الغارب ..
بكل الأحوال .. إن هذا كله بسيط أمام مانريد قوله الآن :
ففي النهاية مهما اشتدت الأمور يبقى هناك بصيص ضوء في آخر النفق تتمسك فيه حبال
الآمال وإن كانت بعيدة جداً جداً .. ولكن أن يكون هذا الذي يحصل كله على الرغم من
ضغوطات أعباء افتتاح المدارس وأعباء نفقات رمضان وأعباء تحضيرات مؤونة الشتاء فوق
الأعباء الطبيعية كلها ليس جديراً بأن الوجدان وأن يغلي دم وزارة الاقتصاد ويشد
أعصابها ويوجد اهتمامها نحو كل تلك الأزمات التي ترهق الناس وتؤرق البشر ..فإن هذا
كفيل بمزيد من الإحباط وغياب أثر أي ضوء ليصير النفق مسروراً ..
وهذا الكلام لانوجهه إلى الوزارة هكذا بشكل عام بل نوجهه
للسيد الوزير الدكتور عامر حسني لطفي تحديداً وشخصياً رغم أننا نحترمه جداً وكنا
نراه مقنعاً وجاداً بالكثير من الأمور ولأن الأمر كذلك نتوجه إليه بعتابنا الشديد
لأنه وجد .. في مثل هذه الأيام العصيبة فعلاً من الطبيعي أن يصدر قراراً يطمئن
الناس فيه أنه قد سمح باستيراد أرسن الحيوانات وسترات الكلاب ..!
فعلاً ..ماكنا نعتقد أن الأمور يمكن أن تؤخذ بمثل هذا
الاستسهال وهذه اللامبالاة بمشاعر المواطنين ومحنتهم العصيبة ..
والأنكى من ذلك أيضاً أن وزارة الاقتصاد سمحت أيضاً باستيراد
محافظ النقود للرجال ..والنساء .. فهل بقي عند الرجال نقوداً ليضعوها في تلك
المحافظ ..؟
إننا ننصح التجار بأن لا يستوردوا مثل هذه المحافظ التي
لن تجد طريقاً لها سوى الكساد في المستودعات ولن يجد أحد أي مبرر لاقتنائها
..!
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=160&id=189