تزايدت مظاهر العنصرية والتنمر ضد اللاجئين السوريين في تركيا لتطول
أطفالهم في المدارس ووصلت إلى حد الضرب المبرح، في وقت قضت محكمة ألمانية
بالسجن نحو 5 سنوات على ألماني ركل لاجئاً سورياً وشتمه في إحدى محطات
«الترام» نهاية نيسان الماضي.
وتحدث تقرير نشرته مواقع معارضة أمس، عن
تصاعد الحوادث التي اتسم بعضها بالعنصرية والتنمر ضد أطفال اللاجئين
السوريين في تركيا، مشيرة إلى أن تلك الحوادث أصبحت تشكل لدى آبائهم
وأمهاتهم هاجساً كبيراً وأرقاً يفقدهم راحتهم.
ومن هذه الحوادث، ما
تعرض له طالب سوري يدرس في الصف السابع بإحدى مدارس مدينة إسطنبول، حيث
هوجم من مجموعة من أقرانه الطلاب وتعرض للضرب المبرح بُعيد انصرافه من
مدرسته الواقعة في منطقة أتاتورك بحي كوجوك جكمجه.
وحسبما نشره ناشط
سوري يدعى طه الغازي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، فإن
والد الطفل أكد تعرض ابنه للاعتداء من طلاب أتراك وقت الانصراف، مشيراً إلى
أن الطلاب نعتوا ابنه بعبارات ذات طابع عنصري لأنه سوري ثم قاموا بعد ذلك
بالاعتداء عليه وضربه بشكل مبرح، الأمر الذي تسبب بفقدانه وعيه، فقام أحد
المارة بنقله إلى المستشفى الحكومي في محاولة لإسعافه.
وأضاف الأب: إن
هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها ابنه مثل هذا التصرف، فقد تعرض منذ
فترة لمشكلة مشابهة وتم إبلاغ إدارة المدرسة لكن دون أي استجابة حقيقية
منهم.
وباتت الاعتداءات العنصرية على الطلاب السوريين في المدارس
الحكومية التركية تأخذ منحى متصاعداً خلال الفترة الأخيرة، في حين أصبحت
السلوكيات العنصرية تأخذ حيزاً جلياً لدى شريحة من الكوادر التعليمية
والإدارية.
وشهدت تركيا العديد من حالات التنمر منها ما حدث مع الطفل
السوري وائل السعود ذي التسعة أعوام قبل عامين، والذي مات منتحراً بعد جدال
بينه وبين أصدقائه في مدرسته دون تدخل المعلم المسؤول، الأمر الذي تسبب
بحالة حزن شديدة لديه وإقدامه على مثل هذا العمل.
من جانبها، أوضحت
طالبة سورية تدعى، دعاء محمد، أن الكثير من الأطفال السوريين يمتنعون عن
الذهاب إلى المدرسة بسبب الحاجز اللغوي والتمييز والعنصرية الذي يتعرضون له
في المدرسة، لافتة إلى أن بعض العائلات التركية تقوم بتعليم الأطفال
التمييز والانحياز ضد اللاجئين، الأمر الذي ينعكس عليهم سلباً.
وتقوم
الحكومة السورية بجهود حثيثة لإعادة اللاجئين السوريين في دول الجوار
والدول الغربية، حيث أكد المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين، الذي
عقد في تشرين الثاني الماضي بدمشق في بيانه الختامي، مواصلة الحكومة
السورية جهودها لتأمين عودة اللاجئين من الخارج وتأمين حياة كريمة لهم،
واستعدادها ليس لإعادة مواطنيها إلى أرض الوطن فحسب، بل مواصلة جميع الجهود
لتوفير عيش كريم لهم.
لكن دولاً إقليمية وغربية داعمة للإرهاب في
سورية ومنها تركيا تعرقل عودة هؤلاء اللاجئين بهدف الضغط على الحكومة
السورية من خلال هذا الملف في المفاوضات السياسية.
بموازاة ذلك، حكمت
محكمة مدينة إرفورت على مواطن ألماني بالسجن لمدة أربع سنوات وتسعة أشهر،
بتهمة الأذى الجسدي الخطير وإلحاق الضرر وإهانة شاب سوري يبلغ 17 عاماً في
أحد قطارات الترام في مدينة إرفورت في نيسان الماضي.
ورأت المحكمة أنه
ثبت قيام المتهم بضرب الشاب السوري «بضربات وركلات موجهة في رأسه وشتمه
بطريقة غير إنسانية»، لافتة إلى تعرض الشاب بعدها لإصابات خطيرة إضافة إلى
صدمات نفسية هائلة.
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=199&id=189340