دمشق – نور قاسم
ضياع الحلم هو القاسم المشترك بين الآلاف من المكتتبين على المساكن بغض
النظر عن هويتها الشبابية أو التعاونية أو الاجتماعية وحتى الوظيفية فلم
تقدم لهم سنوات الانتظار والوعود بالانجاز السريع إلا المزيد من الترقب
والاكتواء بالأرقام العالقة في التقارير والمذكرات والفوارق السعرية التي
اكتوت منها وبشدة جيوب الدخل المحدود فالمعطيات تشير إلى أن بوصلة العمل
مازالت بعيدة عن سمت الحلول والمعالجات الفعلية لتحديات ومشكلات هذا القطاع
الذي أضافت الحرب الكثير من التعقيدات على بنيته التنظيمية والقانونية
وعرقلت المحاولات الهادفة لإصلاحه وإعادته إلى مساره الصحيح .
أصحاب العلاقة
أحاديث وشكاوى عديدة سمعناها من المكتتبين على السكن بتسمياته المختلفة
سواء في السكن الشبابي أو العمالي أو الجمعيات منذ عدة أعوام ، فعلى سبيل
المثال لا الحصر نسبة لا بأس بها من المكتتبين عن فئة السكن الشبابي منذ
عام ٢٠٠٤ لم يتسلَّموا منازلهم بالرغم من أن فئة منهم كان يجب أن تتخصص قبل
اندلاع الأحداث وحالة الحصار الحالية ، وعدد كبير من الذين التقينا بهم
اعتبروا أن رمي كل شيء على الأحداث ما هو إلا اختباء خلف حقيقة سوء الإدارة
، ولفت العديد من المكتتبين أنهم مازالوا ملتزمين بتسديد ما عليهم من
أقساط دون تأخير على الرغم من فقدانهم للأمل المنشود بالتخصيص والاستلام
خلال أقل فترة ممكنة.
ترحيل للمشكلة
مدير عام المؤسسة العامة للإسكان مازن اللحام أكد لـ “البعث” أنه ضمن الخطة
التي وضِعَت لإنجاز كافة الالتزامات على المؤسسة سيتخصص جميع المكتتبين
حتى نهاية عام ٢٠٢٤ ، وأشار أيضا إلى أنه العام الفائت تم تخصيص حوالي ألف
شقة سكنية، وخطة التخصيص حتى نهاية هذا العام بحدود ستة آلاف شقة سكنية في
كل من دمشق وريفها وحلب ودير الزور ، اللاذقية … في المقابل يرى العديد من
المكتتبين خلال حديثنا معهم أن تأجيل إتمام التخصيص لعدة سنوات ما هو إلا
ترحيل للمشكلة دون التفكير بحلول جدية حقيقية، وانتقدوا أداء الجهات
المعنية التي لم تبحث عن حلول جدية للمعالجة وإيجاد أي صيغة لهذا الوضع
تفادياً لكل هذه الخسائر بدلاً من الاستمرار بإطلاق الوعود الخلبية غير
المجدية.
مشاريع متعثرة
زميل المهنة شوكت أبو فخر وهو احد المكتتبين على السكن الشبابي أشار إلى أن
نسبة كبيرة من مشاريع الإسكان متعثرة منذ ما قبل الحرب ، وضرب مثال على
ذلك أنه سجل على منزل للاكتتاب في محافظة السويداء منذ عام ٢٠٠٧ والمفترض
الاستلام خلال عام ٢٠١٣ حسب الإعلان آنذاك، إلا أن المفاجأة الكبرى كانت
بأن المؤسسة أعلنت عن الاكتتاب على المنازل قبل إيجاد مساحة الأرض المناسبة
للبناء عليها!، واستغرق الأمر عشرة أعوام لذلك، مستغرباً كيفية إعلان
المؤسسة عن المشروع في ذلك الوقت وتحصيل الدَفعات من الناس ولا وجود لقطعة
الأرض للبناء عليها بعد حينها.
المكتتبون الذي لم يحصل بعد على مساكنهم أبدوا استغرابهم من الإعلان عن
الوحدات السكنية من حين إلى آخر في حين أن وزارة الإسكان لم تلتزم بعد
بتخصيص الاكتتابات السابقة وقد أوضح المدير العام للمؤسسة العامة للإسكان
مازن اللحام ذلك بأن الإعلان عن المشاريع بشكل دائم ناجم عن احتياجات
ومتطلبات المواطنين في الوقت الراهن لامتلاك السكن، فضلاً عن ممارسة
المؤسسة لدورها بموجب الأنظمة النافذة للإعلان عن المشاريع الإسكانية بشكل
متجدد، مشيراً إلى أن المؤسسة تضع خططها بشكل دائم لإنهاء الالتزامات
المترتبة عليها في المشاريع التي هي قيد الانجاز أو تلك الجديدة.
ومن الجدير ذكره أن البيانات الأخيرة التي أصدرتها المؤسسة العامة للإسكان
خلال الشهر الماضي تبين إجمالي قيم العقود المتعاقد على تنفيذها وغير
المنتهية من قبل المؤسسة العامة للإسكان وصلت إلى حوالي /439 مليار ليرة/، و
بلغ عدد المساكن التي يتم تنفيذها/32,641/ مسكناً.