هولندا تعتقل سوريّاً بتهمة «تهريب بشر»
واليونان تحاكم اليوم لاجئة لمساعدتها في «الهجرة»



اعتقلت هولندا أمس لاجئاً سورياً يعيش في ألمانيا بتهمة «تهريب بشر»، في وقت من المقرر أن تخضع فيه اليوم لاجئة سورية شاركت بإنقاذ مهاجرين في اليونان عام 2015، لمحاكمة بتهمة مساعدتها في «الهجرة غير القانونية».
ويحاكم قضاء جزيرة ليسبوس اعتباراً من اليوم لاجئة سورية و23 متطوّعاً شاركوا في عمليات إنقاذ مهاجرين في اليونان أثناء أزمة الهجرة عام 2015، بتهمة المساعدة على «الهجرة غير القانونية»، وفق ما ذكرت وكالة «أ ف ب».
وحسب الوكالة، صنف البرلمان الأوروبي في تقرير صدر في حزيران الماضي، هذه القضية التي تثير قلق منظمات عدة مدافعة عن المهاجرين، بأنها «الأهمّ حالياً لتجريم التضامن في أوروبا».
وأوضحت، أن من بين المدعى عليهم الـ24، لاجئة سورية تُدعى سارة مارديني تعيش حالياً في ألمانيا، معروفة بإنقاذها مهاجرين من بحر إيجه مع شقيقتها يسرى السباحة الأولمبية، وشاب إيرلندي يُدعى شون بايندر.
وأوقف بايندر ومارديني ووُضعا في الحبس الاحتياطي لحوالي مئة يوم عام 2018 حسب الوكالة التي أشارت إلى أنهما كانا يبلغان آنذاك 23 و25 عاماً، قبل أن يتمّ الإفراج عنهما بكفالة ويغادرا فوراً اليونان.
وقال محاميهما هاريس بيتسيكوس في تصريح له: «إنهما يواجهان عقوبة السجن خمس سنوات»، مضيفاً: إنهما كانا عضوين في منظمة «المركز الدولي للاستجابة للطوارئ» (ايمرجنسي ريسبونس سنتر انترناشونال) التي كانت تنشط في بحر إيجه حتى 2018، وتمّت ملاحقتهما مع المتطوّعين الآخرين بتهمة «المشاركة في منظمة إجرامية» للمساعدة على «الهجرة غير القانونية».
وحسب القرار الاتهامي، فإن أعضاء هذه المنظمة كانوا يقدّمون «مساعدة مباشرة لشبكات تنظّم تهريب مهاجرين» بين 2016 و2018، عبر الاستعلام مسبقاً عن وصولهم إلى الجزر وتنظيم استقبالهم من دون تبليغ السلطات.
وبعضهم ملاحق أيضاً بتهمة «التجسس» لتنصّتهم على أجهزة اللاسلكي التابعة لخفر السواحل اليونانيين ووكالة مراقبة الحدود الأوروبية «فرونتكس»، حسبما ما نقلت «أ ف ب» عما جاء في بيان لمنظمة «هيومن رايتس ووتش»، مشيرةً إلى أن هذه الأجهزة لم تكن مشفّرة.
لكنّ بيتسيكوس، أوضح أن تهمتَي «المشاركة في منظمة إجرامية» و«انتهاك أسرار الدولة» اللتين تعرضهم لعقوبة السجن المؤبّد، «لا تزالان موضع تحقيق»، مشيراً إلى أنه «قد تكون هناك محاكمة منفصلة لهاتين التهمتين».
وأشارت «رايتس ووتش» إلى أن مارديني لن تكون موجودة اليوم في جزيرة ليسبوس، إذ إن السلطات اليونانية رفضت رفع منع دخولها إلى البلاد.
ونقلت الوكالة عن مارديني قولها في مقطع فيديو نشرته منظمة «العفو الدولية»: «على الأقل لم نعد قيد الاعتقال، لكننا نريد أن ينتهي ذلك، نحن مرهقون جداً بعد هذه السنوات الثلاث القاتمة»، مضيفة خلال وصفها عملية توقيفها عام 2018: «اعتقدت أنني في لعبة شطرنج ونحن كنا فيها بيادق وكانوا يلعبون بنا».
في المقابل، سيكون شون بايندر موجوداً في ليسبوس، وتحدث في فيديو منظمة «العفو الدولية» عن توقيفه، موضحاً إلى أي مدى كان «فظيعاً» أن يكون مسجوناً «فقط لمحاولة مساعدة الناس».
وحسب المنظمة، فإن «التحقيق ضد مارديني وبايندر ليس حالة معزولة، فهو يرمز في اليونان وأوروبا، للاستخدام المفرط للقوانين لملاحقة أشخاص يقدّمون المساعدة أو يتصرّفون بتضامن مع اللاجئين والمهاجرين».
وأوضح بيتسيكوس، أنه قد يتمّ إرجاء محاكمة اليوم بسبب «عيوب إجرائية».
وعبر قرابة مليون مهاجر البحر المتوسط بين تركيا واليونان خلال أزمة الهجرة عام 2015.
على خط موازٍ، اعتقلت الشرطة العسكرية الهولندية، الليلة قبل الماضية، في مقاطعة «خيلدرلاند» سوريّاً يعيش في ألمانيا بتهمة «تهريب البشر» كان يقود شاحنة تقل 7 أشخاص من سورية من دون أوراق صالحة أحدهم قاصر، حسبما نقلت مواقع إلكترونية معارضة عن مؤسسة الإذاعة الهولندية (nos).
وذكرت المؤسسة، أن الشاحنة ظهرت أثناء فحص روتيني، وأوقفت الشرطة العسكرية السائق بالقرب من محطة وقود بالقرب من الحدود الألمانية، فيما فرّ الركاب السبعة، مشيرة إلى أنه وبعد تفتيش شامل مع الشرطة، تم القبض عليهم جميعاً في منطقة غابات مجاورة.



المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=199&id=189611

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc