بالعودة إلى دفاتر الذاكرة لم يكن نصيب الشباب من اهتمامات الحكومات المتعاقبة كبيراً، علماً أن الخطط والبرامج التي كانوا يتحدثون عنها لو نُفّذ القليل منها لكان شبابنا الأشبه بـ “الأحياء الأموات” بألف خير!، على سبيل التذكير – لعلّ الذكرى تنفع – في مؤتمر الشباب الأول للتنمية البشرية الذي عقد عام 2017 تحت شعار “شباب مبدع.. مؤسسات رائدة” تلقّى الشباب وعوداً كثيرة وسمعوا كلاماً منمقاً وأطربوهم بتوصيات “مدللة” ضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الوطني كافة، لجهة الإسراع في حلّ قضاياهم العالقة وتحقيق أمنياتهم وأحلامهم المجمّدة في ثلاجة التأجيل!، لكن للأسف “لا تندهي ما في حدا”، فحتى إنعاش الإستراتيجية الوطنية للشباب ما زالت في غرفة العناية المشدّدة رغم أن العمل بها بدأ منذ أكثر من عشر سنوات!!
يا سادة.. “قضايا الشباب” لا تحلّ بعقد الندوات والمؤتمرات وورشات العمل، فالوصول إلى “شباب مبدع.. ومؤسسات رائدة” يبقى شعاراً فضفاضاً إن لم يُدعّم بإرادة قوية وإدارة ناجحة لهذا الملف الساخن الذي ما زال في ذيل الاهتمامات!
اليوم نحتاج لعمل جاد لجهة تفعيل برنامج “القادة الشباب” و”ريادة الأعمال” وبرنامج الحاضنات الشبابية، وكذلك الدعم الفعلي للمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر التي ما تزال تتخبط عالقة بالكثير من العراقيل المحبطة!
شبابنا “بعدن ناطرين” فقد آن الأوان لاستثمار طاقاتهم المهدورة على قارعة طريق البطالة، فلا تتركوهم صيداً سهلاً لسماسرة الهجرة ومغرياتها، فنحن أولى بهم حاضراً ومستقبلاً.
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=136&id=190423