سيرياستيبس :
أطلق إلى العلن المشروع الوطني لإحياء نهر بردى لتضع جامعة دمشق «دراستها التمهيدية» وترمي كرة المشروع بعهدة محافظة دمشق للتنفيذ ضمن مراحل زمنية يتفق عليها تعيد للنهر ألقه وتضع حداً للتعديات على مجراه من المنبع إلى المصب، وخاصة أن فكرة إحياء النهر بدأت منذ 2019 خلال المؤتمر الذي أطلقته الجمعية السورية البريطانية على مدرج الجامعة.
وبين محافظ دمشق عادل العلبي أن نهر بردى يعتبر أحد رموز دمشق، مضيفاً: لولا بردى لما كانت دمشق، وإن إطلاق المشروع مهم جداً بالتعاون مع الجامعة وجميع الوزارات المعنية ومحافظة الريف، علماً أن هناك تلوثاً بيئياً كبيراً طال النهر عبر سنوات مستمرة.
وشدد العلبي على دور المحافظة برفع المصبات للصرف الصحي والعمل على تنفيذ الدراسة بشكل متكامل وجيد لإزالة التلوث ووضع حل بيئي مستدام، إضافة إلى اتخاذ إجراءات جريئة وحازمة مستقبلاً بحق من يلوث ويتعدى على مجرى النهر، علماً أن المحافظة بدأت بالعديد من الإجراءات لكن الغرامات والمخالفات بسيطة ولا تتناسب مع الضرر الكبير الذي نال من النهر.
ولفت العلبي إلى أن وضع مصبات بيتونية ضمن مجرى النهر أثر في الغطاء النباتي لكن هناك عدة معالجات ضمن الدراسة.
وفي تصريح لـ«الوطن» بين محافظ دمشق أن التنفيذ قريبٌ وبعد انتهاء الدراسة بشكل متكامل، موضحاً أن مجلس الوزراء قدم سابقاً 14 مليار ليرة لإحياء نهر بردى لكن هذا الرقم متغير مع متطلبات الدراسة والتنفيذ، منوها بالدعم الحكومي، لكن لا يمنع من مشاركة لبعض المنظمات التي تعنى بالبيئة.
من جانبه أكد محافظ ريف دمشق معتز جمران : أهمية إعادة بردى لألقه، مع ضرورة وضع حلول لحرم النهر مثل «حرم نبع الفيجة» والمياه الملوثة بسبب بعدها عن مسار النهر، منوهاً بدور المحافظة في تقديم خدماتها حسب مسار النهر سواء في معالجة المجرى أو حرم النهر أو على صعيد محطات التحلية.
وأكد رئيس جامعة دمشق محمد أسامة الجبان أن المشروع الوطني يتطلب مساهمة جميع جهات الدولة، كما أن أهمية المشروع تنبع من المكانة الحيوية لنهر بردى في دمشق باعتباره شريان الحياة فيه، منوهاً بجهود مختلف الجهات لدعم المشروع، لافتا إلى أن المشروع الوطني فاز بدعم الهيئة العليا للبحث العلمي.
وقدمت مديرة المشروع الوطني لإحياء نهر بردى ونائبة عميد المعهد العالي للتخطيط الإقليمي الدكتورة غادة بلال عرضاً عن مراحل تنفيذ المشروع والصعوبات والتعديات التي تطول النهر ولاسيما النفايات الصلبة والصرف الصحي والتعديات العمرانية والإهمال من بعض المواطنين ما يعرقل الإجراءات التي تقوم بها المحافظة وما سمته «الجهد الضائع».
وأشارت بلال إلى التوقيع على المباشرة بالدراسة التنفيذية التي أعدتها الجامعة، لتقوم المحافظة بتنفيذها، مبينة وضع الدراسة التمهيدية بعهدة المحافظة وفق دفتر الشروط التي تعرض لها المجرى.
وفي تصريح أكدت بلال أنه تسليم المرحلة الأولى للمحافظة على أن تتوضح التفصيلات كافة والخاصة بتنفيذ المشروع ضمن مراحل زمنية، بما يتضمن مسحاً شاملاً للنهر بدءاً من حديقة المنشية في دمر البلد حتى الزبلطاني والمتحلق الجنوبي ضمن محاور تخطيطية وبيئية وتاريخية مع التطرق للبنى التحتية والسياحية والثقافية، وسط تنسيق مع وزارات الموارد والإسكان والإدارة المحلية ومحافظتي دمشق وريفها، بوجود فريق وطني من الخبراء لتنفيذ المشروع.
وأشارت إلى أن نهر بردى روح دمشق، داعية إلى ضرورة مواكبة الحدث من جميع الشرائح المجتمعية السورية وخاصة في مدينة دمشق.
كما لفتت إلى أهمية العمل على توسيع نطاق الحرم وإعادة تأهيل شبكات الصرف الصحي ومعالجة سوء الوضع البيئي للنهر وإيجاد الحلول الفنية والتقنية، وكل ما يرتبط بالتعديات في دمر وجسر الوزان وجبل الرز ونهر تورا وساحة المرجة وباب توما.
حضر إطلاق المشروع حشد كبير من المسؤولين في المحافظة والجامعة وحزب البعث، ضم عضوي القيادة المركزية محسن بلال ومهدي دخل الله، ومحافظي دمشق وريفها، وأمين فرع الحزب في الجامعة خالد الحلبوني ورئيس الجامعة إضافة إلى عدد من المعنيين والمختصين.
الوطن