اندفاع خطر وراء الطاقة البديلة ... والقرض سلاح بحدين
لايكفي أن يصرح رئيس الحكومة كي نتظر تحسن الكهرباء بينما تمر المواعيد ؟ ..
كتب الاعلامي أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :
من السهل أن نرى في الحياة السورية الراهنة بحثاً دائماً عن مخرج لحالة الظلام و البرد و معانيات الأخرى التي يتسبب فيها الواقع الراهن بما يعتريه من افتقاد مصادر الطاقة و حواملها . ينتظر السوريون في حالة يختلط فيها البؤس مع اليأس تحسن وضع الكهرباء ... و قد تناقلوا على مدى أشهر تصريحاً للسيد رئيس مجلس الوزراء يؤكد تحسن مستوى الكهرباء ابتداء من منتصف العام .. و قد حل الموعد و لم يفقد السوريون الأمل بعد .. ولم يظهر ذاك التحسن الموعود ..
و إذ تعلن الحكومة عن قروض بلا فوائد لتوظيفها في إقامة مواقع استثمار الطاقة الشمسية للوصول إلى الكهرباء البديلة ، كثيرون أدركتهم الخيبة إلى حد كبير .. فهم ينتظرون كهرباء الدولة .. والطاقة الشمسية لا تقدم لمعظمهم الحل المناسب ..
من ناحية المبدأ لا يمكن النظر إلى تقديم القروض بلا فوائد لتوصيل المواطن إلى الكهرباء إلا بالرضى .. لكن هل من الحقيقي و الصحيح أن قرضاً بنكياً سيحل للمواطن مشكلة الكهرباء .. هذا وهم .. القرض يساعد فعلاً .. لكنه قرض .. يستوجب السداد .. مقابل الحصول على تجهيزات يلزمها غالباً الصيانة و الدفع و كل ما فيها مستورد .. فأين القروض و من سيدفعها ..
العالم كله يفكر باستثمار الطاقة البديلة بكل أشكالها .. هذا ليس جديداً .. أول ما تعامل الانسان مع الطبيعة سعى لتسخير طاقاتها لمشيئته و خدماته .. وقد وصل في توجهه هذا إلى مستوى متقدم فعلاً .. في استثمار طاقة الشمس و الرياح و الأنهار .. و كل ما يحفظ طاقة حرارية أو حركية أو ضوئية .. و آخر ما حرر في هذا المجال لعله السعي لاستثمار طاقة البرق و الغيوم .. !!
للطاقات البديلة أفضليات كثيرة اهمه رخصها و نظافتها و و تجددها تعدد مصادرها .
لكنها ليست بتلك السهولة و الطواعية التي يتخيلها الأنسان غير المجرب و غير المختبر لها .. التصدي للطبيعة لاستثمار طاقاتها .. حلم جميل و ممكن .. لكنه يحتاج العلم و الدقة و المال .. رغم ما نتداوله عن رخصها .. و من ميزاتها أيضاً انها تقبل العمل الفردي لمردود ضئيل .. و لاستثمارها في كل حالاتها شورط هامة جداً و بالتالي من العبث النظر للمسالة كأنها تسلية .. و في حالة بلدان و شعوب لا تتوفر لها مستلزمات هذا الاستثمار و أدواته قد تأتي النتائج غير مرضية و بعيدة جداً عن تقديم الحلول ..
هناك كثيرون ركبوا أجهزة الطاقة الشمسية .. و دفعوا مبالغ ممتازة نسبياً .. يعني كهربة شقة صغيرة تتجاوز العشرين مليوناً .. و تقدم خدمات جيدة غير كاملة. فكم هي نسبة السكان الذين يقدرون على هذه المواجهة .. ؟!
الدولةهي التي تستطيع المواجهة بمشاريع كهربائية دائمة .. و نحن ننتظر وعد الحكومة و السيد رئيس مجلس الوزراء لتحسن الكهرباء.
As.abboud@gmail.co
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=136&id=192140