وسط ذعر من أزمة عالمية.. المركزي السويسري يهرع لمنع انهيار مصرف كريدي سويس بعد قرار بنك سعودي
17/03/2023




سيرياستيبس :

أعلن بنك كريدي سويس السويسري المتعثر اعتزامه اقتراض ما يصل إلى 50 مليار فرنك (54 مليار دولار) من البنك المركزي السويسري بعد وقت قصير من تراجع سعر سهمه إلى مستوى قياسي منخفض فاق 30%، بعدما رفض البنك الأهلي السعودي المساهم الرئيسي فيه تقديم المزيد من المساعدات المالية للعملاق المصرفي السويسري المتعثر، ووسط مخاوف من أزمة مالية عالمية وانتقال عدوى انهيار مصرفي سيليكون فالي بنك وسيجنتشر بنك في أمريكا.

وقال كريدي سويس في بيان نشر في الساعات الأولى من صباح اليوم إن “كريدي سويس يتخذ تحركا حاسما لتعزيز سيولته النقدية بشكل احترازي، باعتزامه ممارسة خيار الاقتراض من البنك المركزي السويسري بما يصل إلى 50 مليار فرنك وفق آلية القرض المغطى بالإضافة إلى آلية سيولة قصيرة الأجل”.

وأضاف البيان أن “كريدي سويس يعلن أيضا عروض من شركة كريدي سويس إنترناشونال لإعادة شراء بعض سندات الدين الرئيسية للحصول على سيولة بنحو 3 مليارات فرنك”.

يأتي ذلك في حين تراجع سهم كريدي سويس أمس بنسبة 24ر24% بعد أنباء عن عدم اعتزام أكبر مساهميه ضخ المزيد من الأموال فيه.

وفي محاولة لتهدئة مخاوف السوق، قال البنك المركزي السويسري وهيئة الرقابة على السوق المالية السويسرية مساء أمس إنهما سيدعمان كريدي سويس بالسيولة المطلوبة إذا لزم الأمر.

وأضافا أنه لا توجد مؤشرات حاليا على وجود مخاطر تهدد المؤسسات المالية السويسرية بسبب انهيار البنكين الأمريكيين سيليكون فالي بنك وسيجنتشر بنك مؤخرا.

وقال مصدر مطلع أمس إن كريدي سويس جروب طلب من البنك المركزي في سويسرا وهيئة الرقابة على السوق المالية إصدار بيان يعلن فيه دعمه للبنك.

وقال كريدي سويس في بيان إن قرض البنك المركزي الذي يصل إلى 50 مليار فرنك سويسري (53,7 مليار دولار) “سيدعم (…) الأعمال الأساسية والعملاء”، مضيفا أن المصرف سيقدم أيضا عروض إعادة شراء ديون بنحو ثلاثة مليارات دولار.

وقال أولريش كورنر الرئيس التنفيذي للمصرف في بيان “تُظهر هذه التدابير إجراءات حاسمة لتعزيز كريدي سويس بينما نواصل تحولنا الاستراتيجي”.

وبعد الإعلان تعافى سهم كريدي سويس بصعوده 28 بالمئة اليوم.

وكان السهم  الذي تعرض سابقا لسلسلة من الفضائح تراجع أكثر من 30 في المئة أمس الأربعاء، وذلك بعدما رفض البنك الأهلي السعودي المساهم الرئيسي فيه تقديم المزيد من المساعدات المالية للعملاق المصرفي السويسري المتعثر.

وفي رده اليوم على تطورات الوضع، قال عمار الخضيري رئيس البنك الأهلي السعودي إنه لا مبرر للذعر سواء فيما يتعلق بكريدي سويس أو السوق بأكملها. وأكد “أنه لا توجد مناقشات مع كريدي سويس بشأن تقديم مساعدة” . وأكد أنه يعتقد أن الجهات التنظيمية الأمريكية “قطعت الطريق على أي احتمالات لانتقال الأزمة”.

وشهدت القيمة السوقية لمصرف كريدي سويس انخفاضا شديدا هذا الأسبوع بسبب مخاوف من انتقال عدوى انهيار مصرفي مصرفي سيليكون فالي بنك وسيجنتشر بنك في أمريكا بالإضافة إلى تقريره السنوي الذي أشار إلى “نقاط ضعف جوهرية”.

وسجّل المصرف خسارة صافية مقدارها 7,3 مليارات فرنك سويسري (7,8 مليارات دولار) لسنة 2022 المالية.

وجاء ذلك بعد عمليات سحب هائلة للأموال من قبل عملائه، بما في ذلك في قطاع إدارة الثروات، وهو أحد النشاطات التي يعتزم المصرف إعادة التركيز عليها كجزء من خطة إعادة هيكلة كبرى.

ويكافح بنك كريدي سويس لاستعادة ثقة المستثمرين بعد إعلان البنك السعودي استبعاد زيادة حصته مما أدى إلى تزايد فوضى سوق المال التي بدأت بانهيار مصرفي سيليكون فالي بنك وسيجنتشر بنك.

وتراجع سعر سهم كريدي سويس غروب خلال الأيام الأخيرة بعد اعتراف المجموعة أنها حددت “نقاط ضعف مادية” في تقاريرها المالية عن عامي 2021 و2022.

وفي التقرير السنوي للعام الماضي، قال البنك السويسري إن رقابته الداخلية على إعداد التقارير المالية حتى 31 كانون الأول/ديسمبر الماضي و31 كانون الأول/ديسمبر قبل الماضي لم تكن فعالة.

وأرجأ كريدي سويس نشر التقارير المالية للعام الماضي والتي كان مقررا نشرها في 31 كانون الأول/ديسمبر، وذلك عقب دعوة من هيئة الأوراق المالية والتداول الأمريكية.

انتعاش البورصات
وقد انتعشت البورصات الأوروبية الخميس عند بدء التداولات غداة تراجعها المرتبط بمخاوف انهيار مصرف كريدي سويس، بعدما حصل المصرف على مساعدة من البنك المركزي السويسري سعيا لطمأنة الأسواق العالمية.

وفي الساعة 8,10 ت غ بلغ الارتفاع 1,49% في بورصة باريس و1,52% في بورصة فرانكفورت و1,40% في بورصة لندن، بعدما انهارت بأكثر من 3% الأربعاء.

من جهته  قلص المؤشر نيكي الياباني خسائره اليوم الخميس بعد أن وصل إلى أدنى مستوى في شهرين تقريبا في جلسة شهدت تقلبات، وذلك بعد أن أعلن بنك كريدي سويس السويسري عن خطط لتعزيز مركزه النقدي.

وشهد هذا الأسبوع تقلبات حادة في البنوك اليابانية، مما تسبب في انخفاض المؤشر نيكي إلى ما دون 27000 نقطة للمرة الأولى منذ 23 يناير كانون الثاني، وسط مخاوف من توالي الأزمات بعد انهيار بنك سيليكون فالي والمخاوف بشأن كريدي سويس.

وعوض نيكي بعض الخسائر ليغلق منخفضا بنسبة 0.8 بالمئة عند 27010.61 نقطة بعد تراجعه إلى 26633.92 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ 20 يناير كانون الثاني.

إقبال على الملاذات الآمنة 

وقد شهدت العملات التي تعد ملاذات آمنة مثل الدولار والين إقبالا اليوم الخميس وسط مخاوف من حدوث أزمة مصرفية عالمية، بعد انتقال تأثير انهيار بنك سيليكون فالي بالولايات المتحدة عبر المحيط الأطلسي إلى بنك كريدي سويس بسويسرا.

وأقبل المتعاملون على العملات التي تمثل ملاذات آمنة تقليدية، مما أدى إلى دعم الدولار والين، وسط مخاوف متزايدة من أن الضغوط التي بدأت تتكشف بين البنوك في الولايات المتحدة وأوروبا قد تكون نذيرا لأزمة واسعة النطاق.

وقفز الين نحو 0.5 بالمئة في التعاملات الآسيوية المبكرة وسجل في أحدث تداول 132.73 مقابل الدولار، بعد تحقيق مكاسب أمس الأربعاء بلغت0.6 بالمئة.

ومقابل الفرنك السويسري، خسر الدولار بعضا من الارتفاع الذي سجله في الجلسة السابقة وبلغ 2.15 بالمئة، وهو أكبر مكسب يومي منذ عام 2015، لكنه أبقى الفرنك السويسري قريبا من أدنى مستوى في أسبوع.

وقالت كارول كونج محللة العملات في بنك الكومنولث الأسترالي لرويترز “لدينا بعض الاضطرابات الجديدة في القطاع المصرفي الأوروبي ولا تزال الأمور شديدة التقلب في الوقت الحالي”.

وأضافت “نظرا للضبابية الشديدة والمخاوف إزاء عدوى مالية أوسع نطاقا، سيكون الدولار والين المستفيدين الرئيسيين بسبب الطلب على الملاذات الآمنة”.

وعوض اليورو بعض خسائره في التعاملات الآسيوية المبكرة، إذ ارتفع في أحدث تعاملات 0.04 بالمئة إلى 1.0582 دولار، بعد أن تراجع 1.4 بالمئة في الجلسة السابقة.

كما زاد الجنيه الإسترليني 0.18 بالمئة إلى 1.20775 دولار، بعد أن هبط نحو 0.9 بالمئة أمس الأربعاء.

وتراجع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل مجموعة من العملات، 0.07 بالمئة إلى 104.58 بعد أن قفز نحو واحد بالمئة في الجلسة السابقة.

أدى إغلاق “سيليكون فالي” يوم الجمعة، الذي تلاه انهيار “بنك سيجنتشر” بعد يومين، إلى إسراع الرئيس الأمريكي جو بايدن لتأكيد أن النظام المالي آمن، ودفع إلى اتخاذ إجراءات طارئة

وبنك كريدي سويس، الذي يكافح للتعافي من سلسلة من الفضائح التي قوضت ثقة المستثمرين والعملاء، هو أحدث ضحية لأزمة الثقة بعد انهيار بنك سيليكون فالي الأمريكي الأسبوع الماضي.

وأدى إغلاق سيليكون فالي يوم الجمعة، الذي تلاه انهيار بنك سيجنتشر بعد يومين، إلى إسراع الرئيس الأمريكي جو بايدن لتأكيد أن النظام المالي آمن، ودفع إلى اتخاذ إجراءات طارئة في الولايات المتحدة لإتاحة مزيد من التمويل للبنوك.

ولكن لا يزال المستثمرون يشعرون بقلق بالغ بينما ينتظرون مزيدا من الوضوح حول مدى انتشار التداعيات.

ويتحول التركيز أيضا إلى الطريقة التي ستتحرك بها البنوك المركزية بالنسبة لرفع أسعار الفائدة في المستقبل، إذ أصبح صانعو السياسة في مأزق فيما يتعلق بالمدى الممكن لرفع الأسعار لكبح التضخم دون التسبب في هزة بالقطاع المالي.

(وكالات)



المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=126&id=194554

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc