صمت الناس لا يعني قبولهم بالواقع ... و الاستدلال عل الوضع الاقتصادي بالمؤشرات السطحية .. يوصل الى استنتاجات مضحكة ....!؟ ..
17/12/2023





سيرياستيبس 
كتب أسعد عبود
قال ... : 
الأسواق مكتظة و المطاعم لا تتسع للزبائن .. و لذلك يرى القاريء الساذج سريع الاستنتاج -ان لم يكن سيء النية - ان ما يثار حول الواقع الاقتصادي المعتل حتى العظم .. و الحياة البائسة للناس .. انما هي مبالغات صحفيين و إعلاميين .. منفصلين عن الواقع .. !!
إلى هنا تبدو الامور ابسط من الاستنتاج منها و البناء عليها .. فمن الطبيعي ان يكون لهذه الإدارة ، مكتومة النفوس ، ابنة الليل حيث تجتمع لتبرم ما لا يقر به نور ولا نظر .. ان يكون لها من يكذب مجانا لصالحها .. و ربما ليس مجانا .. وفي إطار ذلك تجيء حكاية ملاحظة الشارع و السوق و المطاعم و خلافه ليغطوا به بالكذب الحقائق التي ام تعد قابلة لأي تغطية ..
و بالمناسبة حتى هذه الملاحظات التي يتحدث عنها بعض السذج غير صحيحة .. و الاسواق و المطاعم.والساحات و الناقلات و الطرقات و المعابر و الدكاكين و الأفران و المحلات و الصيدليات .. كل ذلك يشهد ان الفقر يحرج الاحوال و يشوه امكانيات الحياة .
و الغريب فعلا ان يكون في موقع القرار ، من يستند فعلا على هكذا كلام أو حتى يصغي اليه .. !!
هنا يجب ان يتوفر للفاعل في اتخاذ القرار ، مصادر اخرى للمعلومات و الحقائق التي تصرخ و تستغيث .. قبل أن تبحث عنها و لا تحتاج الاضواء و الشموع .. لكن من الضروري ان لا تكتفي الهيئات المعنية بصورة الواقع كما تصلها رغم سهولة التصوير في واقعنا الراهن .. لا بد من ملامسة اكثر جدية و اعمق لحقائق حياة الناس و المآسي التي يعيشون .
الناس معظمهم او كلهم . شغوفة بالبلد .. البلد بلدهم و يخشون الشماتة .. لكنهم محتاجون .. و موجوعون و خائفون .. حذاري من الظن انهم لا يرون و يسمعون .. و لهم السنة و يقولون .. و من يصغي يسمع .. و من لم يسمع حتى اليوم .. سيصله الصوت و يسمع ..
من الصعب الثقة بقرار يبنى على مشاهدات عابرة في الاسواق .. ولا حتى على انعدام الاصوت الرافضة للقرارات الجائرة ..
ما من شك ان اصحاب القرار الاقتصادي الفتاك .. لا يقيمون اي اعتبار لرد فعل محتمل من الناس الذين يخضعون لقراراتهم .. لذلك تشعر ثمة تحدي  في قرارات رفع اسعار السلع و الخدمات و ثمة عسف .. و تجاوز لكل منطق ..
لعل اصحاب القرار يخدعون انفسهم بقولهم : كلما نحتاج نرفع الاسعار .. و لا احد يحتج أو يعترض .. و لذلك سنستمر هكذا .. !! و لن يعترض احد ... ؟! .. و هم مخطئون ..
ولنحذر قبل فوات الاوان .. هناك ما لا يصدقه عقل ولا منطق و من مثله الرفع الاخير لأسعار الادوية ..
هل يظن صاحب القرار انه من السهل على مواطن ان يقف ذليلا ينتظر المحسنين على ابواب صيدلية من اجل مسكن خافض حرارة او زجاجة شراب سعال .. لابنه او ابنته في هذا الطقس البارد ..
على كل انا لا اريد طرحها قضية استجداء و انسانية
. بل هي قضية اقتصادية بحتة اتساءل بمقتضاها :
هل تعجز شركات الادوية عن تأمين حاجة البلد باسعار مقبولة اذا ترك لها ان تقرر و تفعل دون تدخل من المتطفلين .... ؟!
شركات الادوية السورية صدرت الدواء الى جنبات العالم و.. فما الذي يوقفهااليوم عاجزة .. ؟؟!!
ما الذي يقعد الجهات المعنية عن بحث الموضع بصدق و موضوعية مع الشركات لايجاد المخرج دون وصاية الفساد و الادارة الفاسدة .
لا يمكن القبول بالوضع كما هو .. ولا استبصار قواعد الحياة القادمة من خلال معطيات تالفة و افكار منتهية الصلاحية . و وصايات منقرضة ..
As.Abboud@gmail.com



المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=131&id=197327

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc