سيرياستيبس
كتب الاعلامي أسعد عبود :
هل من احد يحيط علما بكل ما يجري .. و هل هي مسؤولية الاعلام .. فعلا ؟
دعوني اتصدى لمحاولة الاجابة على الجزء الثاني من السؤال اولا .. بحكم حساسية السؤال بالنسبة لي .. رغم أولوية الجزء الأول منه ..
امس الجمعة رافقت شابا الى مطار دمشق الدولي مغادرا الى اربيل .. ليست قضية شخصية اطرحها .. و اعلم ان كثيرا من شباب سورية يغادر إلى اربيل او غيرها .. او يستعد الى ذلك ..
من الذي لا يعلم ..؟!
الكل يعلم .. ولا احد يعلم
.؟! لماذا .. لأن المسألة لا تطرح كقضية .. بل على الهامش .. واحد من هوامش الانهيار المستمر في الحياة السورية .. هنا بالضبط تتجسد اهمية الإعلام و يفتقد دوره .
طرح المسألة كقضية .. قضية هجرة الشباب السوري دون توقف ..
دعوني الآن اعود معكم إلى مطار دمشق الدولي والشاب الذي كنت ارافقه .. وهو قريب جدا لي .. شاب متخرج من كلية الزراعة اختصاص انتاج حيواني منذ نحو خمس سنوات .. قضاها في خدمة العلم و عديد من الأعمال السياحية و التجارية البسيطة .. و انتهى به الأمر مهاجرا و انا الناقل الذي يسلمه إلى باب الطائرة .. إلى اربيل .. مهاجرا ، اراهن انه غير عائد رغم حزننا على فراقه . اكثر من ذلك فعلى طريقه يستعد آلاف و الاف الشبان السوريين للرحيل الأبدي على الغالب ..
و تبقى البلد بعهدة حكومة ... حكومتها البائسة التي لم تفوت فرصة نزيف سورية شبابها لترتشي و تفسد و تجبي من تجارة جوازات السفر .. و لسان حالها يقول : ليغادر من يريد أن يغادر .. فقط عليه ان يدفع المعلوم .. مع رسوم الجباية .. و درب السد ..!!
وصل قريبي الى اربيل و اتصل يشكو الينا شدة سطوع التيار الكهربائي .. !! كنا يوما نتندر بالمقارنة بين حالنا و مع دول العالم المتقدمة .. و اصبحنا نجد العجب العجاب بالمقارنة مع مدينة صغيرة على حدود .. الحدود ..
كان المطار يشهد حركة نشطة ولا سيما باتجاه المغادرة .. فقط إلى اربيل ثلاث طائرات .. وشباب بلا عداد و .. وداعا سورية ..
لماذا الحزن إذ تبقى لنا هذه الحكومة .. إما ستدفع بأبناء هذا البلد كلهم الى عالم البحار و الهجرة و اما يدفعون بها الى حيث يجب أن تكون. و نحن ننتظر .. البلد بلدنا .. و اربيل وغير اربيل و العالم كله لن يسعنا .. فقط سورية .. التي ستتعب حنجرتها يوما وهي تنده اولادها الغائبين ليرد الصدى ان لم يمنعه العابثون بنا من حكومة و غيرها ..
اعود إلى قضية الأعلام مرة أخرى . و القضية ليست ابدا جديدة .. منذ ألحق الاعلام برؤية الحكومة و تشريفاتها .. اصبح السؤال مطروحا و بحدة :
هذا اعلام الحكومة فاين اعلام الاعلام .. و اعلام الناس و رد الصوت وكان من الحكومة : نيالكم ... ما من اعلام يسمع صوته اكثر منكم ؟؟!! .. وافقنا ... ام لم نوافق تابع الصوت قائلا .. اخرسوا .. !! وخرسنا تماما .. و لم يبق الا من يضع على الفم لصاقة صنعت من الصمم و اللامبالاة .
وهو حال الاعلام اليوم ... فمن ذا الذي يلوم الاعلام ..
نريد ان نعرف ما الذي يجري .. و نريد ان نعرف إن كان اهل القرار يعرفون ... ؟!
هل هم يعرفون و ساكتون .. اذن انها الكارثة
.
As.abboud@gmail.com