لاترى .. لاتسمع .. تحكي وتُصرح فقط ..؟
10/01/2024
سيرياستيبس
كتب الاعلامي معد عيسى
يبدو أن الوضع المادي يغير كل شيء بالحياة حتى الأحاسيس عند الأشخاص وعند
الحكومة ، وأبعد من ذلك، فالوضع المادي لم يغير الأحاسيس فقط بل بدل
طبيعتها ،فمثلا حاسة السمع تحولت من فعل لا إرادي إلى فعل إرادي، يعني
نسمع ما نريد ولا نسمع ما لا نريد.
ما سبق ذكره حدث مع خالي غسان، فخالي كانت زوجته تطلب منه أن يشتري لها بعض
حاجات البيت وهو عائد من وظيفته، ولكن عندما يعود لم يكن يُحضر ما طلبته
منه، وعندما تسأله يقول لها :”والله ما سمعت” وتكرر الأمر إلى أن حدث نقاش
حاد بينهما وقالت له “شو صاير أبو مرعي”؟ (وطبعا كانت تقصد أغنية جورجيت
صايغ يا بو مرعي)، فما كان منه إلا أن ناولها كف “متل فراق الوالدين” الأمر
الذي جعلها تحرد عند أهلها ،تدخل خالي عماد وأصلح بينهما وأخذ خالي غسان
جانبا وقال له :”خيي إذا عندك مشكلة بالسمع روح لعند دكتور”، فكان جوابه
،”أنا ما عندي مشكلة لكن والله ما معي مصاري فأتذرع بعدم السمع”.
حكومتنا تشبه خالي غسان ، فوضع مواردها كوضع راتبه لا تكفي لتلبية الاحتياجات الأساسية.
الأمر كان يمكن حله بين خالي وزوجته لو كان شفافا معها ، فهي شريكته وتتحمل
، وكانت ربما تساعده في تدبير بعض الأمور من “قريبه”كما يقال ودون تكاليف
مادية.
الحكومة تجاهلت الكثير من مطالب المواطنين وحتى التي ليس لها تكاليف مادية
مثل تثبيت المتعاقدين منذ سنوات طويلة زادت على عشرين عاما لدى البعض،
وهناك عدد كبير منهم من ذوي الشهداء ، أيضا لو كانت الحكومة شفافة مع
المواطن لكان المواطن أوجد لها تبريرات ، ولما كان عاش صدمة الوعود التي
تحولت إلى أفعال عكسية ، فكم مرة وعدت بتخفيض الأسعار؟ وكم مرة وعدت بتحسن
وضع الكهرباء؟، وكم مرة وعدت بتحسين خدمة الاتصالات بعد رفع أسعارها؟
الخوف الأكبر اليوم من تغير بقية الأحاسيس وليس السمع فقط ، فنرى الخطأ صح
وبالعكس ، وتتحول رائحة المواد الفاسدة والمخالفة وغير الصالحة للاستهلاك
الى رائحة ذكية.
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=131&id=197541