سيرياستيبس :
لا تزال منطقة سهل عكار بطرطوس مغمورة بكوارثها الطبيعية ولا يزال حال البشر والشجر والحجر يصارع غضب الطبيعة.
وطالب الأهالي بتصنيف المنطقة « منكوبة» كي يتم تعويض الناس المتضررين بما يلبي نتائج الوضع الكارثي سواء للأراضي الزراعية أم المنازل.
بالمقابل بدأت محافظة طرطوس بعملها من كل الجهات المعنية سواء الإغاثية منها أم الزراعية أو الخدمية بالعمل كل وفق عمله الإسعافي المطلوب.
وأكد عضو المكتب التنفيذي المختص هاني خضور أن أعمال الإغاثة بدأت بتوزيع 62 سلة من مؤسسة العرين الخيرية واستجاب فرع الهلال الأحمر بطرطوس لـ 25 عائلة متضررة من الفيضانات في قريتي كرتو وخربة الأكراد عبر توزيع مواد إغاثية تلبي احتياجاتهم الطارئة وهي المواد الموزعة على العائلات التي نزحت إلى منازل أقارب لها، من بطانيات وحصر وفرشات وشوادر وشواحن، ومواد مطبخية بدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
إضافة إلى أنه اليوم بدأ توزيع ثلاثة أنواع من السلل الإغاثية وهي سلل مفروشات وسلل صحية وسلل غذائية لمئة عائلة متضررة متضمنة البطانيات والأدوات المنزلية الصحية وكل المواد الغذائية المطلوبة بقيمة تتجاوز مليوني ليرة لكل عائلة، لافتاً إلى أن عاملين من منظمة الغذاء العالمي ومنظمة اليونيسيف جاؤوا لتقييم الأضرار ودراسة التعويض اللازم.
بدوره مدير صندوق الجفاف والكوارث الطبيعية بمديرية زراعة طرطوس حيدر شاهين أوضح أن لجنة حصر الأضرار بدأت العمل من اليوم الأول عبر أكثر من مجموعة في مناطق الفيضان ولكن صعوبة الظروف الجوية حالت دون استكمال كل الإجراءات، وإحصائية المساحة المتضررة في منطقة الغمر لا تزال غير معروفة سواء للمساحات المزروعة بالقمح والبطاطا والفول أم لعدد البيوت المحمية المتضررة، والأرقام المنشورة في أي وسيلة إعلامية هي غير دقيقة ولا تشكل جزءاً ضئيلاً من المساحات المتضررة على أرض الواقع.
من ناحية أخرى كان المطلب الأول للأهالي هو إيجاد حل جذري لمشكلة الفيضان في نهر الكبير الجنوبي الذي يسبب لهم أضراراً منذ سنوات وعلى الرغم من المطالبات المتكررة إلا أنهم لم يجدوا آذاناً مصغية وحلاً هندسياً كاملاً وجذرياً لمشكلة منسوب النهر المرتفع قياساً بانخفاض الأراضي المحيطة به ما يؤدي إلى فيضان الأقنية المخصصة له إضافة إلى فيضان حوضه، مطالبين بعبارة صندوقية بين قرية الجويمسة والخرابة حيث غرقت سيارة في الفيضان وكان ضحاياها أربعة مواطنين، وهو الأمر الذي يشتكي الناس هناك منه لسنوات إلى مديريات الخدمات الفنية والموارد المائية لكن من دون أي استجابة أو دراسة.
وحول هذه المشكلة بيّن مدير الموارد المائية بطرطوس محمد محرز أن الشدة المطرية كانت أكبر من سعة الأنهار ومصارف النهر الكبير الجنوبي ما أدى إلى توقف كل مصبات المصارف وبالتالي الفيضان وخاصة في الكتف الجنوبي الذي تسبب بأضرار زراعية كبيرة ودخول المياه إلى منازل المنطقة ،فكان الحل الإسعافي اليوم باستخدام الآليات لمساعدة المزارعين وفتح الطرقات وإزالة الطمي.
وعن العمل اللازم على المدى البعيد بعد انحسار المياه أوضح محرز أن المديرية ستعمل على توسيع المصارف ورفع أكتاف النهر وتنفيذ مصارف مائية جديدة في المناطق المنخفضة إضافة إلى العمل على خفض مناسيب النهر لأن كل مصبات الأنهار تصب بمجرى النهر الكبير الجنوبي الأمر الذي يؤدي إلى توقف عمل المصارف نتيجة طبيعة المنطقة الجغرافية.
بدوره أشار مدير الشركة العامة للكهرباء بطرطوس عبد الحميد منصور إلى أن أضرار الكهرباء بالمنطقة اقتصرت على بعض الأعمدة المائلة من دون قطع للشبكة، أي لا يوجد أي انقطاع للكهرباء بسبب الأضرار وإنما وفق التقنين المعتاد.
الوطن