لا جعجعة ولا طحين ... كل الخوف من محاولة استعادة بلدنا بالأفكار والادوات القديمة ذاتها ؟
21/01/2024
كتب الاعلامي أسعد عبود لسيرياستيبس :
هناك حقيقة .. اننا نواجه إنهيارا - ربما - غير مسبوق .. حالة سوداء لها
ظلالها .. و ظلالها سوداء ايضا .. مع ومضات ضوء تحاول ان تنبئ بأن لكل ليل
نهاية . لكن نهاية ليل بلدنا طويلة فهي لم تشرق بعد ..
و كي لا نمضي بها شعرا و الحالة لا تتحمل ابدا .. دعونا نقرأ في محاولة
واقعنا للصمود .!!
هل يكفي للدلالة على ولادة الحياة فينا ، أننا لم نمت بعد ؟
لا ... انما .. من يقترب من الشوارع و الساحات.. و الحقول و الارض .. يسمع
صوتا يكاد يفقد صبره .. لكنه مستمر .. محاولات عديدة .. كثيرة منتشرة تحدث
هذا الصوت .. فهل يولد منه الامل ؟
تجارب بامكانيات بسيطة .. في الزراعة و في الصناعة وفي التجارة ايضا ..
تطرح نفسها ،ليس بقوة ، انما بصبر و إرادة .. تفرضها حالة الهلاك التي تحيط
بالجميع .. و طالما هي تواجه بنجاح سياسة الحكومة و الإدارات الفاسدة ..
هي لا بد مبشرة لكن ليس الى درجة الأمل .. بل في حدود ما أسلفنا اننا لم
نمت بعد ..
مشاريع مهما تفاءلت ، هي صغيرة .. تحمل اخبارها مواقع التواصل الاجتماعي ..
و تؤكد الصدقية النسبية فيها تجربة التواصل و الاتصال... احاديث كثيرة عن
منتجات و تجارب مستعدة للدفاع عن نفسها عند التلاقي .. !! هي ليست السحر ..
بل الحقيقة .. تتميز بابتعادها عن محاولة التضليل و المبالغات الفاضية و
عن الحكومة .. التي تستمر إدارتها من مختلف المستويات بالمراقبة المعتمدة
على حاسة الشم للانقضاض على كل ما تصله منها .. منتج زراعي غذائي او صناعي
يواجه المشاكل الحياتية اليومية .. من الطعام إلى النظافة .. و التدفئة ..
إلى الطب و الحكمة ..
في كل من هذه النشاطات الصابرة و لو كانت تنتظر ربحا من عملها و ربما هو
اصل حركتها .. هناك صغير الامل .. و قليل التأثير على الواقع الحياتي اليوم
.. لكنه جيد في ظروفنا الراهنة .. مشكلته انه يبحث في تجارب و معطيات
قائمة و بالتالي يفتقد الكثير من التجديد .. و في مستقبل العمل و المنافسة
سيطر للتجديد ..
سيضطر هؤلاء الساعون للعمل في ظروف صعبة وبحثا عن تحقيق
المردود المادي أن يجدوا الجديد .. افضل بكثير من مساعي المحاولة لاعادة
ترتيب الافكار التنظيرية البالية و محاولة اعادة توليد الحياة فيها ..؟؟
اقول لمن يريد ان يسمع .. و ان كنت اكرر ذلك للمرة ال..... :
تلك المحاولات و التجارب الصغيرة المنتشرة باحثة عن الرزق هي الأجدر
بالاهتمام ..
و هي تصلح بالتأكيد للتجميع و الدعم المالي ، من خلال المشاركة مع صغار
المستثمرين بأموالهم التي قد تكون متواضعة ..
بالمحاولة و الصدق سيكبر الجميع .. و سينتصر الذي يعمل .. هكذا يقول
التاريخ ..و تجارب الشعوب .. فليس من طائل وراء انتظار قرارات الحكومة ..
او اسعار الدولار ..
As.abboud@gmail.com
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=131&id=197657