سيرياستيبس :
قالت السيدة الأولى أسماء الأسد خلال زياتها لهيئة التميز والإبداع: «معادلة سامية كرّسها السوريون خاصة في العقد الماضي، وهي أنه كلما اشتدت الظروف والتحديات تمسكوا بالعلم عموماً، وبالتعليم الإبداعي خصوصاً، وما إقبال آلاف الطلاب السوريين اليافعين على خوض منافسات الأولمبياد العلمي السوري إلا دليل على ذلك، فالعائلة السورية عائلة علم وتحدٍ ترى مستقبل أبنائها في علمهم، كسلاح ماضٍ في وجه كل التحديات».
وأضافت: «أنتم فريق عمل مؤسّسة وطنيّة رائدة بحجم وطن، سرت في أوردتها مفاهيم التميّز والتفوّق، وطوّرت منظومة التفكير الحرّ، والتعليم الإبداعيّ في سورية، ونقلت مفاهيمها إلى الشباب السوريّ؛ لتتحوّل إلى مفهوم حياة كاملة».
وتحدثت السيدة أسماء مع رؤساء اللجان العلمية المتخصصة -المرجعية العلمية العليا للهيئة- عن ضرورة تعزيز منظومة التفكير الحرّ، وترسيخ مبادئ التحليل والحوار وصولا لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي وتعميقها لتتحول إلى مفهوم حياة كاملة لدى الطلاب، وما سبق لا يتحقق إلا بالتوازي مع ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء، وصولاً إلى جيل قوي متعلم، حريص على وطنه.
تتويجاً لحصيلة سنوية
وعن أهمية هذه الزيارة في مضامينها ودلالاتها قالت رئيسة هيئة التميز والإبداع هلا الدقاق : تشرّفت هيئة التميّز والإبداع بزيارة السيّدة الأولى أسماء الأسد لمقرّ عملها، ولقاء رؤساء اللجان العلميّة التخصّصيّة التي تمثّل المرجعيّة العلميّة الأعلى في الهيئة، وبهذا اللقاء تتجدّد الحوارات التي تقود إلى تطوير مفاهيم التميّز والتفوّق، التي ستنعكس على بناء منظومة العمل العلميّ والإبداعيّ والتدريبيّ في سورية، وتؤكد الأسس الفكريّة والعلميّة للهيئة التي زرعتها السيّدة الأولى عاماً بعد عام وصولاً لتمكين جيل شابّ مسؤول، واع بمحيطه، قادر على ابتكار حلول لمشاكل مجتمعه بنفسه.
جاءت هذه الزيارة تتويجاً لحصيلة سنوية مشرّفة من النتائج التي أحرزها طلاب سورية على المستويين الوطني والدولي، حيث كانت حصيلة هذا العام 21 جائزة منها 3 ميداليات فضية في كلّ من اختصاصي الكيمياء والروبوتيك، وأكدت سيادتها أن أثر الأولمبياد العلمي السوري يظهر عندما يصبح رسالة ينشرها شباب سورية بأقلامهم وقلوبهم الصغيرة، يعبّرون عن واقعهم وأحلامهم بإنجازاتهم العلمية، يثبتون للعالم أن المستحيل لا وجود له في بلاد الأبجدية الأولى وأن سورية ولّادة، وأن الانتصار يمكن أن يتحقق بسواعد صغيرة نضرة، سواعد شباب عاهدوا أنفسهم ووطنهم أن يردّوا الجميل، فحملوا سلاح العلم وقاتلوا.
وأضافت الدقاق: وخلال النقاش طرح رؤساء اللجان العلمية التخصصية أفكاراً ورؤى لتطوير بيئة علمية تنافسية تقوم على الانتقال الفعلي من التفكير العلمي المتخصص إلى التفكير الإستراتيجي والإبداعي والمجتمعي، حيث أكد رؤساء اللجان العلمية أنهم فخورون في أن يكونوا نواةً لمشروع وطني هدفه بناء أجيال متمكنة بالعلم والمعارف، ومتمسكة بجذورها ووطنها.
وتنافَس ما يزيد على 8000 طالب وطالبة في أولمبياد العام 2023 على مستوى سورية التي حصدت أكثر من عشرين جائزة دولية، منها ميداليتان فضيتان في الأولمبياد الدولي للكيمياء المقام في سويسرا، وميدالية فضية في الأولمبياد العالمي للروبوتيك المقام في بنما.
فرصة لمناقشة التحديات
عضو مجلس الأمناء ورئيس اللجنة العلمية للمناظرات المدرسية في هيئة التميز والابداع ثائر اللحام قال في تصريح لــ«الوطن»: هذا اللقاء ليس الأول للسيدة الأولى مع الفريق العلمي في هيئة التميز والإبداع، لأن لسيادتها متابعة شبه يومية لعمل الهيئة، وتطلع على تقارير العمل العلمية باستمرار، وتلتقي مع كوادر الهيئة، وتتعرف على مستلزمات العمل، وهذا الزيارة هي الأولى لسيادتها إلى مقر الهيئة، وقد أكدت أنها تهتم بهيئة التميز والإبداع أولاً كأم سورية وثانياً كسيدة أولى في البلاد، واثنت على سير العمل في الهيئة وما تحقق فيها من إنجازات، وخاصة في المجال العلمي ومجال التميز، إضافة لذلك كان هذا اللقاء فرصة لاستعراض واقع العمل، وأبدت سيادتها اهتماماً بجو الألفة والمحبة والتعاون الذي يسود عمل الهيئة، وأثنت على حسن سير الأمور وعلى الإدارة المتميزة، ومجمل فعاليات الهيئة.
كذلك كان هذا اللقاء فرصة لمناقشة بعض التحديات، حيث قدمت سيادتها بعض المقترحات والحلول خلال جلسة الحوار مع الفريق العلمي، وقدمت النصح خلال الحوار الجاد والبناء، وأبدت استعدادها لتقديم كل الدعم للهيئة، وخلصت الجلسة لمقترح مفيد في تقدم أعمال الهيئة خلال السنوات القادمة، والمتمثل في تأهيل كوادر تدريب تتمتع بتأهيل عال لتدريب الطلاب المتميزين.
رفع مستوى التدريب
رئيس اللجنة العلمية لعلوم الروبوت مهيب النقري قال في تصريح لـ«الوطن»: هناك اجتماع للسيدة الأولى بشكل سنوي مع الفريق العلمي في هيئة التميز والإبداع بعد انتهاء مسابقات الأولمبياد العلمي يتم خلاله مناقشة تفاصيل الأولمبياد والصعوبات التي تعترض برنامج العمل.
وفي هذا العام كانت مفاجئة جميلة جداً من سيادتها حين زارت مقر الهيئة وتفقدت جميع العاملين في الهيئة، وفي الأولمبياد بجميع التخصصات، وأعطت جميع فريق العمل في الهيئة طاقة إيجابية لأنها ترى في الهيئة حالة نموذجية في سورية من الناحيتين الإدارية والعلمية، ونوهت بالأثر الكبير الذي تقدمه الهيئة للطلاب، وهذا ما لمسته سيادتها خلال لقاءاتها مع المتفوقين في سورية، والذي كان للهيئة دور أساسي في وصولهم إلى التفوق.
وأضاف النقري: كان هناك نقاش موسع حول الصعوبات التي تواجهها الهيئة، وتركزت أغلب الطروحات حول رفع مستوى التدريب للطلاب الذين يشاركون في المدارس، وكانت هناك عدة مقترحات ومنها التنسيق بين مختلف الجهات ذات العلاقة، وتم خلال الزيارة عرض أول ربوت سوري، تم تصنيعه وطنياً بشكل كامل، وهو من إنجاز اللجنة العلمية للروبوت في الهيئة، وسيتم طرحه خلال المسابقات القادمة.