سيرياستيبس :
كتب الاعلامي معد عيسى :
كُنا نعتقد أن تجارة الحطب والقطع الجائر للأشجار لا يحصل إلا في الأرياف والغابات والحراج في بعض المحافظات، ولكن الواقع يبدو مختلفاً تماماً عن اعتقاد طيبة قلبنا، فكما تنتشر مخالفات البناء في المدن بشكل مضاعف مئات المرات عن الأرياف فإن تجارة الحطب تنشط في المدن بشكل أكبر بكثير من الأرياف، والطامة الكبرى في الأمر أن مصدر الحطب شوارع وحدائق المدن وليس غابات و حراج الأرياف، ومن يتابع عملية تقليم الأشجار في شوارع وحدائق المدن يدرك ذلك ويشعر بوجود حالة انتقامية من الأشجار، “لا تشذيبية ولا تقليمية “.
طبعاً هناك أشجار تقتضي طبيعتها التقليم الجائر “كالازدرخت” وهناك أنواع أخرى لا تحتاج إلى تقليم وإنما أحياناً إلى تشذيب، ولكن يبدو أن الأشجار تعامل معاملة واحدة “مثل حالة انتشار القمل حلاقة للجميع على الصفر ” والهدف المُبيّت تجارة الحطب، الأمر يمر بشكل فاضح رغم انزعاج المهتمين بالأشجار لاعتقاد البعض أن موظفي مجالس المدن والبلدات أولاد “سلك” يؤدون الواجب، ولكن الواقع كما قلنا يخفي خلفه تجارة حطب نشطة بظل ارتفاع أسعار المازوت وغياب الكهرباء، بلديات بعض المدن وضواحي المدن لا تعرف المناطق الخضراء إلا عند المُصادقة على مخططات البناء، فهي لا تزرع ولم تسمع بعيد الشجرة ولا تهتم بالمساحات الخضراء إلا في الميزانيات وحالياً ببيع الحطب، هذا الإهمال لموضوع المساحات الخضراء، وهذا الاعتداء الجائر على الأشجار الموجودة سيحرم شوارعنا وحدائقنا من جمالية أخيرة ما زالت تحتفظ بها الشوارع والحدائق بعد أن أصبحت مدنُنا و بلداتنا بلا هوية بصرية وكأن مُخططيها والمُشرفين عليها طبقوا كل مذاهب الفنون التشكيلية عليها دفعة واحدة فخرجت بلا مذهب.
هامش ١: القمل عبارة عن حشرة تسكن فروة الرأس و لها صفة معنوية تُطلق على بعض الشرائح كالموظفين غير المتقاعدين ،فيقال “مقمل”،أي مفلس، أما المتقاعد فيقال “جربان”.
هامش ٢: الواجب التزام كان يشعر به جميع الأفراد سابقاً.