سيرياستيبس
لينا عدرة :
يبدو أن ظاهرة التسول لم تعد تقتصر على الشوارع أو وسائل النقل وفي الساحات العامة، بل امتدت لتشمل معظم الأماكن، بما فيها المشافي، حيث كشفت مصادر طبية عديدة في مشفى المواساة بدمشق عن تكرار دخول المتسولين إلى المشفى على سبيل “توسيع” دائرة عملهم، بعضهم بحجة المرض، والبعض الآخر بحججٍ أخرى كزيارة أحد المرضى، ليبيّن أحد الأطباء أن أحدهم لحق به إلى غرفة العمليات بغية التسول، بل وإن إحدى المتسولات دخلت المشفى ومعها وجبة “مندي” ضخمة، وتوجهت لأحد الأطباء بأن يعطيها بعض المال.. الطبيب أخذته الدهشة من طلبها للمال وهي تحمل وجبة فاخرة يصل سعرها إلى عشرات الآلاف! لتجيبه – ببساطة – أنها لم تدفع ثمنها!!
والحقيقة، فإن مجرد مصادفة مثل هذه الظاهرة في أي مشفى ينطوي على أبعاد ومؤشرات خطيرة، خاصةً بعد حادثة اختطاف مولودة من أحد المشافي منطقة السلمية، بريف حماة، منذ فترة، فالأمر قد لا يقتصر على التسول، بل قد يمتد إلى ما هو أبعد وأخطر من ذلك، هذا إضافةً إلى انتشار ظاهرة القطط الموجودة في عدة أماكن.. قططٌ قد تراها في كل مكان من المشفى!!
الدكتور حسام حديد، معاون المدير العام للشؤون الإدارية في مشفى
المواساة الجامعي، أكد عدم وصول أي شكوى من هذا النوع، مشدداً على متابعة
الأمر مع الجهات والإدارات المعنية، بما فيها الخدمات والشُّعَب والتمريض
وغيرها، لرصد ومتابعة أي ملاحظة قد يلاحظونها، مبيناً أن المريض قد يدخل
المشفى بصحبة أكثر من مُرافق، أو قد يدخل ومعه مريض آخر، وأن ضبط الأمر صعب
بعض الشيء مع بعض المرضى، وخاصةً مع وجود مرضى من جميع المحافظات
والبيئات، متعهداً بأخذ الشكوى على محمل الجد والبدء فوراً بمتابعة الأمر
إن كان فعلاً موجوداً.
ولفت حديد إلى أن المشفى، كونه أكبر المشافي في سورية، يعمل على مدار
الأربع والعشرين ساعة وبشكلٍ متواصل، كالإسعاف الذي يعمل بطاقة قصوى قد
تتجاوز طاقته، وبالتالي – يضيف حديد – نحن لا يمكن أن نمنع دخول أي شخص
للمشفى، أو نقول لمريضٍ ما “لا مكان لك أو ليس بإمكاننا تقديم العلاج”، ما
يجعل ضبط دخول وخروج الأشخاص صعباً بعض الشيء، الأمر الذي قد يستغله البعض.
وأكد الدكتور حديد العمل المتواصل لضبط الأبواب الرئيسية والفرعية وإغلاق بعض الأماكن في أوقات معينة، إلا أن النقص وتسرّب الموظفين الذي تشهده كل القطاعات يزيد الأمر صعوبة، ولكننا وبشكلٍ دائم نتابع ضبط المداخل لأسباب عدة، منها أمنية أو ضبط سرقات وغيرها، مشيراً إلى نقطة أخرى مهمّة تتعلق بحرم المشافي والعلاقة الوثيقة مع مشفى البيروني ومشفى جراحة القلب واتصالهما مع الأخير عبر ممر، ما يجعل من بعض مراجعي مشفى القلب، وبعد ساعة محددة، يتوجهون نحو الممر الواصل بينهم والمواساة، الأمر الذي تعمل الإدارة على ضبطه من خلال كتب رسمية.
ونوه الدكتور حديد إلى أن ظاهرة التسول – إن وجدت – فهي بحدّها الأدنى، ولا تتعدى حالات فردية، وليست مشكلة متفشية، وإلا لوصلت حكماً إلى الجهة المعنية في المشفى.
أما بالنسبة لظاهرة انتشار القطط، فيبيّن حديد أن هناك عقود نظافة وتعقيم ومكافحة حشرات وقوارض، إلا أن انتشار القطط يعود لأمر آخر سبق وتمت الإشارة له، وهو البنية المعمارية للمشفى، أي تصميم المشفى والمداخل الموجودة فيه، علماً أن انتشار القطط أمر مرفوض حكماً، وتجري متابعته بشكلٍ مستمر ومتواصل مع الخدمات من خلال رصد الأماكن التي قد تدخل منها أو تتسرّب إليها القطط.
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=127&id=198155