كتب الاعلامي أسعد عبود لسيرياستيبس :
لا شيء يمكن أن يفيد في الدفاتر العتيقة والا لما وصلنا إلى هنا .. ما أصابنا .. اصاب كثيرين غيرنا .. و دمر عندهم ما لم يحصل لنا .. و إذ أعادوا أوطانهم و بلدانهم إلى ما تجاوز لمرات عديدة الواقع الذي كان لهم ... هل هم لجأوا إلى الدفاتر العتيقة .. ؟! أم أبدعوا و استنبطوا من العلم و التجربة كل شيء جديد ..؟!
امثلة حية كثيرة .. اليابان .. المانيا .. كوريا .. ماليزيا .. و مؤخرا بنغلادش .. و العديد .. العديد غيرها .. هل هم قرأوا و بحثوا في اوراق الماضي .. ليردوا على ما اصابهم أم سعوا الى العلم و الجديد المعاصر لديهم و لدى غيرهم ..
هل ينقصنا الفكر ام تخيفننا التجربة .. و على ماذا نخاف .. !؟ .. هل لدينا ما نخاف عليه ..؟؟
أخشى أن وضعاً مرضياً يُسعد أصحاب القرار أو بعضهم .. في الداخل و الخارج ..؟؟ يمنعهم من الوصول إلى الجديد .. بل يخافون دخوله فيمنعوه .. و إلا ما معنى هذه الرغبة الواضحة المقرونة بالارادة الأكيدة.. تتجسدة عملا و سياسة .. في أن نبقى كما نحن .. و حيث نحن .. ؟
الدول المحاصرة لنا كما هي الدول الداعمة لنا - كما هو مفترض - الخصوم و الاصدقاء .. الاعداء و الحلفاء .. و معهم ادارة دولتنا و حكومتنا .. كلهم ينشدون لنا الواقع الذي نعيشه .. بغض النظر عن امكانية الموت جوعا او بردا او على الطرقات .. و حين يشتد صراخنا .. و يبلغ أسماعهم - ربما - يتجهون إلى دفاتيرهم المهترئة .. لينشغلون و يشغلوننا بها بحثا عن الحلول التي يظنون انها تستر وجوههم .. كي تستمر الاحوال كما هي ، دون اعتراض أحد ..
أين الرؤى ... أين الأراء .. اين الدراسات و المناقشات .. اين البحوث .. و التجارب .. أين الخطط البرامج ..و أين .. أين .. ؟؟ ننشغل عن ذلك كله في محاولات بائسة يائسة للتعامل مع ما كان و لا كلمة عما يمكن أن يكون ..
حتى الماضي بكل ما تعثر و ارتكب يرونه كثيرا علينا فإن عادوا إليه ، حرصوا أولا أن يخلصوه من القيم التي يمكن أن تكون فيه , ثم يمهدون لاختراع عجيب .. يتمثل بهذا الماضي بعد أن يفرغ من الجيد فيه "يسحب خيره " .. و هو كما نراه واضحا في الحديث عن قانون جديد للإعلام .. لن يترك قانونا ولا اعلام .. هذا عوضاً عن أنّ يستفاد من محاولة تجديد الواقع بقانون عصري يتيح فرصة لإعلام عصري ..
الاعلام الذي كان و ترافق مع نمو كان ..لم يحقق رغباتنا .. لكنه ترك فرصة لإعلام يتماشى مع حالة النمو التي كانت .. و قد انهار مع النمو الذي ترافق معه .. و بقينا بلا نمو ولا إعلام .. و كما سمعنا إنهم يحاولون اليوم العودة إلى القانون مفرغاً من كل ما فيه من أسس قد تكون سليمة ..
لماذا العجلة على قانون فاسد للإعلام .. و إعلام ما فيه ؟! هل هي محاولة لانسجام واقع عاجز قاتل مع إعلام يناسبه ..؟؟