ليس ترفاً أن تهتم الحكومة بتطوير الواقع البائس
عن كثرة المرضى النفسيين في سورية .. فعلاً مافائدة الإحصاءات إذا لم نقدم لهم خدمات ؟
سيرياستيبس :
كان
لافتا ما قاله الاستشاري في الطب النفسي الدكتور جميل ركاب عن واقع
الامراض النفسية في سورية ليس لارتفاعها فقط , ففي سورية هناك 1 من 5 أشخاص
يعانون من مرض نفسي وهي أعلى من النسب العالمية , وليس لأن البلاد تفتقر
الى الأطباء النفسيين لدرجة أنّ هناك محافظات لايوجد فيها اي طبيب نفسي .
في الحقيقية حديث الدكتور ركان كان لافتا لواقعيته عندما قال :
" أن ارتفاع الأرقام في سورية رغم عدم وجود إحصائيات،
لأنها – أي الإحصائيات – لن تكون إلا عملا يستهلك الموارد ولن يغير شيئا في
الحقائق. وبمعنى آخر – يوضح ركاب – نحن حتى لو أنجزنا إحصائية ما، وصرفنا
عليها ميزانية منظمة الصحة العالمية وجزءا من ميزانية وزارة الصحة وميزانية
مُقدمي الخدمات على الأرض، كل ذلك سيكون في النهاية بهدف الحصول على نتائج
لن تفيدنا. وسواء كانت نسب الاكتئاب 7 أو 10%، ما الفرق إذا لم نقدم خدمات
لهؤلاء؟ " "
فعلا
ما نفع الاحصاءات اذا لم نقدم خدمات لهؤلاء لأنّه ببساطة لاتوجد قدرة
وربما نية لتقديم خدمات لهم ومداواتهم والعناية بهم خاصة وان قسم كبير من
الامراض النفسية قابل للعلاج وقد لايحتاج الا لمن يتفهم التعامل بلطف مع
المرضى ؟
قبل
ايام أقدمت أم على قتل ابنها المريض نفسياً بمساعدة أبنائها والسبب
ببساطة لعدم قدرتهم على العناية به , لان العناية به باختصار تحتاج الى
ثقافة و وقت وجهد وطبيب اخصائي وأدوية وغيرها وكلها أمور خارج السيطرة وغير
موجودة غالبا .. لانبرر للأم والأخوة فعلتهم ولكن نحاول أن نقول لكم أن
هناك واقع سيء جدا اتجاه التعامل مع المرضى النفسيين وعجز واضح في التعامل
مع حالاتهم لكل الأسباب مجتمعةً وفي مقدمتها عدم وجود مراكز وعيادات متخصصة
ونقص في الأطباء والمختصين بمعنى أن هذا الشق الطبي في سورية مهمل تماما
ولاتتوجه اليه الامكانيات باعتباره قد لايكون أولوية لدى الجهات الحكومية
التي تحاول هذه الايام تقليل نفقاتها على القطاع الصحي بطرح فكرة ان يكون
مأجورا ..
كم هناك من مرضى يعيشون حياة المرض النفسي بمرارة وكم هناك أسر تعاني من المرارة في احتواء أبناء مرضى نفسياً ..
فمع
ارتفاع نسبة من يعانون من أمراض نفسية في سورية فإن الأمر يستحق حراكاً
حقيقياً وجدياً من قبل الحكومة وتوفير ولو الحد الأدنى من الرعاية الصحية
لهؤلاء المرضى ومساعدة ذويهم على امتلاك القدرة على التعامل معهم بطريقة
صحيحة خاصة في المجتمعات الريفية والأقل انفتاحاً ..
ليس
ترفا اليوم أن تحاول الحكومة النهوض بواقع المشافي إن وجدت وإخراجها من
واقعها البائس والعمل على ايجاد عيادات بانتشار أفقي خاصة في المجتماعات
البعيدة والمكتظة واحداث اختصاصات أوسع في الجامعات للتعامل مع هذه الحالات
بما في ذلك تشجيع التخصص في الطب النفسي .. لأن عدم القيام بذلك يعني فتح
جبهة خاسرة في المجتمع السوري والخسائر فيها ليست قليلة على الاطلاق ؟
- يقول الدكتور ركاب : يمكننا الاستفادة من الأـرقام العالمية التي أُنجزت في
ظروف مشابهة لنحصل على إحصائيات خاصة بنا، كإحصائيات منظمة الصحة العالمية
في العراق أو لبنان أو باكستان التي شهدت فيضانات مدمرة
- الاكتئاب والقلق هما الأكثر شيوعا حتى قبل الحرب، رغم
ارتفاع مجمل الاضطرابات النفسية في الحرب بنسبٍ كبيرة كالاضطرابات المتعلقة
بالشدة واضطرابات القلق والاضطرابات الذهانية وتعاطي المواد والمهدئات.
- نقص قدرة المجتمع على التدخل وعلى
إدارة كثير من الاضطرابات الأخرى كاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند
الأطفال الذي لا شك أن ازدياد احتمالية ارتفاعه واردة جدا في الظروف
الحالية، خاصة مع انخفاض اهتمام ومتابعة الأهل، وما يرافق ذلك من افتقاد
المدارس لمقومات التعلم التشاركي الجاذب، مع فقدان أساتذتها دافعية العمل،
لتكون النتيجة حتما بالنسبة لهؤلاء الأطفال أثرٌ أكبر للمرض نفسه، وبدرجة
أعلى مما كانت عليه في السابق، سواء على الطفل أو على البيئة المحيطة به.
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=127&id=198373