الإجراءات الزجرية .. و العقوبات القاسية .. تفيد في بسط سيادة القانون . أم تعيق ..
28/04/2024





كتب الإعلامي أسعد عبود لسيرياستيبس :

منذ ادم سميث الذي يلقب بابي الاقتصاد السياسي ، و منذ بدايات تشكل علم الاقتصاد و وضع اسس له .. واجه علماء الاقتصاد و اساتذته و الحكومات المصنفة ب الرأسمالية .. هذه القضية .. ؟ هي قضية الائتمان على نصوص القانون والإجراءات المنبثقة عنها كي تؤتى النتائج المرجوة منها..
طبعا لم يكن الكل أمينا عليها .. و كان خرقها و رفضها و تجاوزها واحدا من اهم مصادر الاجتهاد الاقتصادي .. و في الرد عليها ولدت مدارس و احزاب .. و ظهرت نظريات و تنظيرات ..
في مرحلة متقدمة من علم الاقتصاد .. نظروا إلى الثقة كعامل مهم او الاهم في الاعمال الاقتصادية و التجارية .. و قالوا : أن العمل الاقتصادي من جانبه التجاري .. يتصف بثلاث هي : السرعة و الثقة و السهولة ..و من يدقق في هذه الصفات الثلاث يجدها متتابعة او متتالية او متشابهة .. و كل منها ضرورية للصفة الثانية ..
رغم ذلك واجه الاقتصاد الرأسمالي اكثر من مأزق .. ما زال العديد منها مستمرا لليوم .. و أكيد حتى الغد .. لاحظ بهذا الخصوص ازمة للتجارة العالمية و السيطرة المصرفية و النقل و التبادل .. هي ازمة مستمرة تؤكد أن الثقة لوحدها .. و أيضا اذ هي مدعومة بالسرعة و السهولة غير كافية .. و عاد الصراع يستخدم كل الاسلحة لكسب المعركة .. و رغم الانتصار الرأسمالي الكبير بسقوط الشيوعية لم تستطع الرأسمالية أن تقيم مجتمع للحرية التجارية .. وتسهيل خدمة البشرية السرعة فيها .. بل عاد التناحر الاقتصادي بالعالم إلى عصر الاستعمار تماما .. و يتصف بشراسة أشد ..
ويقف العالم اليوم وسط الارتباك و الحرج . و الخراب و المجاعة تدق ابواب الشعوب والبلدان .. و من نفد من هذا المأزق .. وخصوصا في آسيا .. نفد بجهده الوطني و اتجاهه نحو تنمية الثقة فيه و اتاحة الفرص .. إلا عندنا .. و نحن من آسيا . و بتقديري أنه كان مقدر لنا في هذا الشرق ان ننفد من التهلكة التي تحيق بنا اليوم .. سورية و مصر و غيرها منذ محمد علي باشا و قد تحملنا عواقب فشل مشروعه .. و هكذا وصولا الى المحاولة الاشتراكية .. التي غاب عنها كليا الثقة .. والسهولة و السرعة .. بل نظر إلى هذه الصفات جميعا نظرة ريبة .. و وصلنا إلى هنا .. لا نعرف ان كنا اشتراكية ام رأسمالية .. ام ماذا نحن ..؟! و انتفى عن تجربتنا الراهنة - إن كان يصح تسميتها تجربة - كل ثقة و كل ما له علاقة بالسهولة و التسهيل .. و السرعة تجدها فقط في الفساد حتى أصبحت السرعة مؤشر ريبة تطرح أنه ربما الفساد .. و ألا كيف له أن يمضي مسرعا .. ؟؟!!..
تنتهج الحكومة لدينا اليوم منهج اللامنهجة .. كله على التجريب .. و كله يبتعد عن الثقة و أيضا عن اي سهولة وبمنتهى البطء .. متابعة اي عملية اقتصادية بسيطة مصرفية .. مثلا .. او عملية كبيرة كإقامة مشروع صناعي او زراعي او تجاري ما .. يوصل صاحبه إلى الاختناق الكامل بسبب غياب الثقة و السرعة و السهولة .. وهكذا نغرق و تغرق مبادراتنا و اعمالنا في فوضى يغيب عنها حتى ضؤ شمعة .. وتحيط بنا اسوار و تلال من التعليمات و الاوامر و كلها تقترن مخالفتها بأشد العقوبات .. بل بالخسارة الكلية .. ورمي المستثمر و مشروعه صغر أم كبر في اتون الاحتراق .. و ننتظر مستثمر يأتي من الخارج ليستثمر في هذا الواقع ؟؟!!
فهل سيأتي .. ؟
لن يأتي الا يوم يجد من يعمل في البلد و عنده مشروع .. يمضي بلا توقف في جو من الثقة و السرعة و السهولة . و كل ما عداه .. باطل لا ينفع معه أو فيه طابع الاحتفالات ..
As abboud@gmail.com



المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=131&id=198601

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc