صحيح أن العرض كثير، لكن الطلب قليل على الثوم في هذه الأيام بأسواق حماة، وذلك لارتفاع ثمنه الذي يتراوح بين 15 إلى 25 ألف ليرة للكيلو!.
وبيَّنَ مواطنون : ، أنهم يشترون الثوم بكميات قليلة، ولكن ليس للمونة، وإنما للاستهلاك الآني لبضعة أيام فقط، فأسعاره المرتفعة تحول دون تموينه للشتوية رغم أنه يابس ويمكن تخزينه وتموينه.
وذكر باعة : أن العرض كبير جداً ولكن الطلب ليس شديداً من المواطنين، ومع ذلك فالسعر مرتفع من المصدر، موضحين أن بعضهم يشترون الكيلو بين 10 إلى 20 ألف ليرة، ويضاف إلى ذلك أجور التحميل والتنزيل والنقل، وتبلغ جميعها نحو 3 آلاف ليرة يتم تحميلها على كل كيلو، ويبقى لهم هامش ربح نحو ألف إلى ألفي ليرة.
وأما المزارعون فلهم رأي آخر، فبيَّن المزارع محمد علي وهو من منطقة الغاب أن هناك خسارة كبيرة لحقت بمزارعي الثوم هذا العام كما حدث قبل سنتين من الآن، نتيجة الإقبال الكبير على زراعة مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية بالثوم، ومن خارج الخطة الزراعية، ظناً من الفلاحين بأن الأسعار في صعود كما كل المحاصيل التي تباع في الأسواق لكن العرض والطلب هما سيدا التسعير، والثوم اليوم خير مثال.
وطالب مؤسسات التدخل الإيجابي بشراء المحصول من المنتجين في منطقة الغاب مباشرة، حماية لهم من التجار وجشعهم وابتزازهم، لافتاً إلى أن الخسائر المتلاحقة ستدفع المزارعين في العام القادم إلى عدم زراعة الثوم، وهو ما يعني ارتفاع سعره بشكل كبير في الموسم القادم.
وذكر المزارع فادي عاصي أن المزارعين يضطرون لبيع إنتاجهم بأسعار بخسة بسبب حاجتهم، لتسديد الديون التي تراكمت عليهم نتيجة شراء الأسمدة والمازوت بأسعار مرتفعة من السوق السوداء، إضافة إلى ارتفاع أجور اليد العاملة والتي تصل إلى 15 ألف ليرة لنحو 4 ساعات من العمل في جنيه، عدا أجور النقل الكبيرة التي أدت إلى عزوف المزارعين عن نقل المحصول وانتظار التجار ليشتروه من أرضه لتخزنوه ويبيعوه بأسعار مرتفعة.
ورأى المزارع أحمد الشحود أن استمرار مؤسسات التدخل الإيجابي بالتنصل من مسؤولياتها بحماية المزارع من براثن التجار، يؤثر سلبياً في المحصول ويعرضه للتلف، ويكبد المزارعين خسائر اقتصادية كبيرة وخاصة أن الثوم لا يمكن الاستغناء عنه في كل منزل وبيت.
من جانبه بين مدير الثروة النباتية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب وفيق زروف لـ«الوطن»، أن المساحة التي زرعت بالثوم في الأراضي «ابراقعة» تحت إشراف الهيئة وصلت إلى 303 هكتارات بينما كان المخطط 300 هكتار، موضحاً أن تقديرات إنتاج محصول الثوم للموسم الحالي نحو 4242 طناً بتقدير إنتاج 14 طناً بالهكتار.
ومن جهته، بيَّنَ رئيس لجنة تجار سوق الهال بحماة محمود عرواني أن الثوم يباع كل يوم بسعر جديد وفق درجة يباسه، موضحاً أنه بيع صباح أمس بين 10 إلى 20 ألف ليرة للكيلو، وكلما كان «ناشفاً» كان سعره أغلى.
ومن جهته بيَّنَ مصدر في فرع السورية للتجارة، أن سعر الثوم غال، وشراؤه بسعر غال يعني بيعه بذات السعر، وهنا لا يمكن للتدخل أن يحقق هدفه، موضحاً أن الأمر متروك للعرض والطلب، فهذا المبدأ هو الحكم في السوق.