مصنع ريادة للبطاريات
ينقل سورية الى نادي الدول المكتفية ذاتيا .. والمُصدرة
دمشق - خاص – سيرياستيبس
عندما تُصنّع داخل البلد، فإنك لاتوفر القطع الأجنبي الذي يذهب للاستيراد فقط .. بل أنت تُشغل فرص عمل مباشرة وغير مباشرة .. وتُحدث حلقات القيم المضافة في سلاسل الإنتاج والتشغيل بطريقة صحيحة ومتوازنة، وتفتح آفاق واسعة للتصدير "المُوّرد الأهم للقطع الأجنبي.."
لكن إذا صنّعت في سورية فأنت تفعل أكثر من ذلك بكثير .. أنت تتغلب على الحصار والعقوبات وتحقق مبادئ الاكتفاء الذاتي بطريقة صحيحة واستراتجية
كذلك هو معمل "ريادة" لصناعة البطاريات في عدرا الصناعية، والذي يبدو كمثال يًحقق كل ماذكرناه أعلاه .. فهو مجمع صناعي متكامل الحلقات، استطاع وبعد أربعة أشهر من انطلاقته من تأمين احتياجات السوق المحليّة كاملةً من بطاريات السيارات .. بينما يمضي اليوم نحو توسيع الإنتاج والتخطيط لتلبية احتياجات السوق من أنواع أخرى كالبطاريات المنزلية، وقبل أيام فقط أطلق بطارية "الجل" المنزلية بمختلف القياسات بينما يستعد لتجميع بطاريات اللثيوم، ودائما ضمن معطيات كمية تكفي حاجة البلد وتغنيه عن الاستيراد.
مصنع "ريادة" الذي تمت إشادته على مساحة 33 ألف متر مربع "غير نهائية " في مدينة عدرا الصناعية لإنتاج البطاريات يشكل حالة استثنائية في الاقتصاد السوري .. فالمصنع أدخل سورية نادي صناعة البطاريات من الباب الواسع خاصة وأنه يسير على خطى التحوّل إلى مجمع لتصنيع البطاريات ومنتجات أخرى على مستوى الشرق الأوسط بما في ذلك التصنيع للغير .. بمعنى أن من كان يستورد بدأ بتصنيع علامته التجارية لدى مصنع "ريادة"، وهذا يعني تسهيل، وتوفير، وجودة، واستمرار في السوق بشكل أقوى من الاعتماد على الاستيراد .
التصنيع في "ريادة " يتم وفق مجموعة من القواعد التي تجعل من البطارية المصنعة لديه تتمتع بجملة مزايا هي :
أرخص من أي بطارية مستوردة
تتمتع بالجودة العالية وبنقاء المواد الداخلة يصل إلى 99.9994 % -
- تتمتع بطارية "ريادة" بكفالة لمدة سنة لبطاريات السيارات و سنتين لبطاريات الجل المنزلي
بطاريات ريادة مصنّعة حديثاً ولم تتعرض للتخزين ولا لظروف شحن طويلة وغير سليمة وهذا ما يرفع من كفاءتها عند وضعها في الاستهلاك
البطارية المنتجة في "ريادة" تُصنع وفق المعايير العالمية وبأفضل المواد
المصنع أقيم باشتراطات بيئية كاملة ويراعي السلامة المهنية والمعاييرالقياسية السورية ولجنة المعايير البريطانية IEC
شروط مثالية للتصنيع :
عندما سألنا أحد القائمين على مصنع "ريادة" وهو من دولة مجاورة "لماذا اخترتم القدوم والاستثمار في سورية؟" فجاء الرد كما يلي:
" قدمنا الى سورية بسبب توفر المواد الأولية، وتوفر الطاقة منخفضة السعر قياساً بأسعارها في بلدنا، ووجود اليد العاملة المؤهلة والمدرّبة والقابلة للتعلّم بسرعة، أيضاً وجدنا سوقاً واسعاً لمنتجاتنا مع توفر إمكانيات التصدير فالمصنع وفق الخطوات المرسومة له لديه خطة للتصدير إلى دول المنطقة وفي مقدمتها العراق.
داخل المصنع سيطالعك التنظيم وحلقات العمل المتوالية التي تمشي معها بسلاسة حتى تصل إلى المنتج النهائي من البطاريات المختلفة التي تضاهي المستوردة في كافة المعايير و المقارنات فهي مكفولة ذات جودة عالية و سعر منافس كما ذكرنا أعلاه، و تتمتع بجودة عالية لأنّ حلقات الإنتاج الآلية والتقنيات الحديثة المستخدمة تضمن تصنيعها بمعايير عالمية لجهة نقاء المواد المستخدمة وتوفير نسبة التركيز العالي خاصة لمادة الرصاص , ما يعني أن المستهلك سيشتري بطارية بعمر أطول و الاهم بطارية صحيحة و حقيقية لجهة الأمبيرات، علماً أننا كثيراً ما نرى بطاريات مستوردة وضع عليها 50 أمبير وبعد الفحص تبين أنّها 30 أمبير فالبطارية المستوردة " حظ "وليست دائماً مضمونة ..
مجمع تصنيع للغير
النقطة الأهم ونحن نتحدث عن مصنع "ريادة " هو فكرة تحوله الى مجمع لتصنيع البطاريات لصالح الغير، أي انك سترى بطاريات في الأسواق السورية تحت أسماء تجارية مختلفة لكن كلها مصنعة محلياً وتحديداً في "ريادة" ودائما وفق اشتراطات الجودة والسلامة والتنافسية , وبالتالي كل من يرى عيباً في أي بطارية يشتريها بإمكانه الرجوع ٨الى التاجر أو الوكيل وسيتمكن من استبدالها فوراً بموجب الكفالة لتعاد إلى المصنع.
التصنيع للغير هي حالة متقدمة في أي صناعة بما تنطوي عليه من توفير قطع أجنبي كان يذهب للاستيراد .. وفي مصنع " ريادة " الذي تمكن من إنتاج يلبي حاجة السوق المحلية للعديد من أنواع البطاريات "وإلى المزيد "، مع وجود إمكانيات حقيقية للتصدير خاصة لدول الجوار .. عبر منتج بالإضافة إلى أنه منافس بالجودة والسعر فهو يوفر ميزة القرب المكاني فكلما وًضعت البطارية في الاستهلاك بشكل أسرع كلما كان أفضل خاصة وأن الكثير من البطاريات المستوردة مُخزنة وقد لاتبدو صالحة للاستخدام أو أنّ عمرها قصير في أحيان كثيرة
آفاق واسعة للانتاج
المدير الفني في شركة " ريادة " المحلية لإنتاج البطاريات "مدحت بولاد " قال لسيرياستيبس : أن وجود مصنع ضخم بحجم "ريادة" سيساهم في تخفيف فاتورة الاستيراد الكبيرة التي كانت تصرف على استيراد البطاريات الأجنبية، مؤكداً أن إنتاج الشركة يمكن أن يغطي حاجة السوق في حال العمل بالطاقة الإنتاجية القصوى بل وسيتجه نحو التصدير إلى الأسواق المجاورة ما يجعله مصنع إقليمي ومجمع مهم لصناعة البطاريات بمختلف أنواعها ومنتجات أخرى سيتم الإعلان عنها لاحقاٍ وتتعلق بالطاقة النظيفة ..
الطاقة الإنتاجية اليومية للشركة تقدر حالياً بنحو 2500 بطارية تستخدم لإقلاع المحركات وتسمى بطاريات مغلقة لاتحتاج الى صيانة "SMF" إضافة لإنتاج 2000 بطارية جل، أي أن الإنتاج بالمجمل 4500 بطارية يومياً، مضيفاً: يمكن زيادة الطاقة الإنتاجية إلى 7500 بطارية يومياً حسب حاجة السوق المحلية، منوهاً بالتخطيط للتصدير إلى دول الجوار بعد تأمين احتياج السوق.
ويتابع بولاد حديثه قائلاً : عدد العاملين في الشركة حالياً نحو 800 عامل أغلبهم من المهندسين والكيميائيين المتخرجين حديثاً والفنيين وسيتم زيادتهم قريباً إلى 1000 عامل وعند البدء بتجنيع بطاريات الليثيوم يمكن أن يصبح عدد العاملين أكثر من 1200 عامل.
لافتاً إلى أن الشركة مشادة على مساحة تقدر بـ33 ألف متر مربع وتنتج كل أنواع البطاريات المستخدمة في إقلاع المحركات وهي بطاريات ليست بحاجة للصيانة وتنتج قياسات بدءاً من 45 أمبيراً وانتهاءً بـ100 أمبير حالياً، إضافة إلى إنتاج بطاريات الجل بمقاسات 100 و150 و200 أمبير ساعي تستخدم في أنظمة الطاقة البديلة، موضحاً أنه مع بدء الشركة بالإنتاج بلغت مبيعات الشركة 75 ألف بطارية من أنواع ومقاسات مختلفة متوقعاً أن ترتفع المبيعات خلال الأشهر القادمة إلى 150 ألف بطارية .
بطاريات الليثيوم خلال أشهر قليلة
وعن الخطة المستقبلية بيّن المدير الفني أن الشركة تخطط لإنتاج مقاسات أخرى من البطاريات قريباً بمدة تتراوح بين الشهر والنصف والشهرين وهي 35 و40 و100 إضافة إلى 150 و200 أمبير، كما نخطط لإنتاج بطاريات تستخدم للدراجات النارية والكهربائية بمقاسات 7 و9 و11 و12 و24 أمبيراً، فضلاً عن التخطيط لإنتاج بطاريات الليثيوم خلال الفترة القادمة وأيضا نخطط لإنتاج البطاريات التي تستخدم في أجهزة الاتصالات.
وأشار بولاد : إلى أن البطاريات المنتجة ذات جودة عالية تضاهي البطاريات المستوردة وأفضل منها ومطابقة للمواصفات القياسية السورية والعالمية بدءاً من المواد الأولية الداخلة بإنتاج البطارية مروراً بالمواد نصف المصنعة وانتهاء بالمنتج النهائي، حيث يتم اختبار كل مادة منتجة في مرحلة من مراحل الإنتاج بكل أنواع الاختبارات، مشيراً إلى أن البطارية فيها كفالة حقيقية لمدة سنة بالنسبة لبطاريات المحركات وكفالة لمدة سنتين بالنسبة لبطاريات الجل.
وأوضح أن الشركة قامت بشراء أكثر من 12 ماركة من البطاريات المستوردة التي تباع في الأسواق وتم إجراء الاختبارات المعتمدة عليها ومقارنتها مع إنتاج الشركة فتبين أن البطارية المنتجة في الشركة أفضل من المستوردة الموجودة في السوق من حيث السعة والاستطاعة والعمر الافتراضي للبطارية.
وبيّن أنه عند تصنيع البطارية يتم استخدام الرصاص النقي بنسبة 99.994 بالمئة كما تتم إضافة مواد كيميائية محسنة للبطارية ولعمرها ولأدائها وبتكاليف أقل من تكاليف البطاريات المستوردة، مشيراً إلى أن البطاريات المنتجة لدى الشركة منافسة وسعرها أخفض من المستوردة.
وختم المدير الفني بشركة ريادة: حديثه بالقول إن الإنتاج يتم ضمن معايير بيئية نظيفة ونأخذ كل الاحتياطات اللازمة عند التصنيع من فلاتر وغيرها بهدف حماية العامل من النفايات السائلة والغازية والصلبة، وضمن المعمل لا يوجد أي أبخرة أو روائح مضرة بصحة العامل، مشيراً إلى أن الشركة تعتبر الأولى على مستوى الشرق الأوسط بالحجم المختص بإنتاج بطاريات إقلاع المحركات أو التي تسمّى بالجافة والشركة الوحيدة المنتجة لبطاريات الجل حيث لا يوجد شركات تنتج بطاريات جل بالوطن العربي وبالدول الإقليمية
المحيطة بسورية
أخيراً :
تتجه سورية اليوم نحو إخلاء أسواقها من البطاريات المستوردة بكافة أنواعها تباعاً والبداية كانت مع بطاريات السيارات التي باتت مصنعة محليا وبما يكفي حاجة السوق كاملا، وقبل أيام تم الإعلان عن البدء بتصنيع بطاريات الجل، ولاحقاٍ هناك تخطيط لتجميع بطاريات الليثيوم وحلقات إنتاجية أخرى سيتم الإعلان عنها في وقتها وكلها تصب في سياسة تأمين منتجات محلية عوضاً عن استيرادها ..
فهل هناك أسمى من هذا الهدف ؟
هامش 1 : هناك اتفاقيات دولية تُحرم تصدير البطاريات المستعملة لأسباب تتعلق بالبيئة والتلوث. وهذا فرض على كل دولة أن تقوم بإعادة تدوير البطاريات المستعملة لديها .. ومع وجود كم هائل من البطاريات المستعملة في سورية وكان قسم مهم منها يهرب الى دول مجاورة .. فقد جاء معمل " ريادة " ليقوم بإعادة تدويرها وتقديمها ضمن منتجات أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها أغنت سورية عن الاستيراد وحافظت على البيئة من التلوث الذي تحدثه هذه البطاريات.
هامش 2 : قرار الحكومة بمنع استيراد البطاريات تباعاٍ وبشكل يواكب الإنتاج المحلي جاء بناءٍ على قدرة وإمكانيات مصنع "ريادة " بتأمين احتياجات السوق المحلية .. وها هو يكسب الرهان ليس فقط بتغطية
السوق وإنما بالتخطيط للتصدير