مشهد مؤلم ومحزن.. تمزيق الكتب آخر الامتحان ظاهرة مستمرة ووعود “التربية” بقمعها لم تنفع!
28/05/2024
سيرياستيبس
الصفحات الخاصة، وصفحة مجموعة أصدقاء المدارس على الفيسبوك كان قد نبّه لهذه الظاهرة، قبل شهر، لتوخي الحذر من قبل إدارات المدارس والكوادر العاملة بها، ومحاولة الحدّ من هذه الظواهر، فهناك من التزم وقام بالتنبيه على الطلاب، وهناك من أهمل النصيحة، وكانت النتيجة ما شاهدناه أمام العديد من المدارس يوم الخميس في مدينة جرمانا على سبيل المثال لا الحصر!!.
محزنة مؤلمة
الزميلة الصحفية لينا شلهوب من صحيفة الثورة كانت من اللواتي شاهدن الظاهرة أيضاً يوم الخميس الفائت مع نهاية امتحانات طلبة المدارس، فتصفها بالظاهرة المحزنة والمؤلمة، مضيفة، “أنا رأيت بأم عيني وبصراحة جرحني المشهد!”.
وتضيف: للأسف إن ما يحصل إن دلّ على شيء فهو يدلّ على اللامبالاة، والأكثر من ذلك يشير إلى عدم المسؤولية وضعف الانتماء، فالجميع معنيّ ومسؤول، سواء الأهل في البيت، أو المدرسة رغم ضعف الإمكانات، أو حتى السياسة المتبعة في آلية التعليم وأدواته، ولذلك لابدّ من تضافر جميع الجهود، لأن الحرب على سورية خلفت ما خلفته وبات هذا الجيل (البعض منه) يهوى الدمار والتخريب، وتتساءل شلهوب: هل نلوم هذا الجيل الذي ولد وتربى، وكبر بأحضان الأوضاع التي ولّدتها الظروف السيئة، أم نلوم أنفسنا أم جهاتنا المعنية؟.
مبادرة طوعية
السيدة رحاب مرشد مديرة مدرسة أكدت أنها مع كادرها التدريسي والإداري من المرشدين كانوا يقفون على باب المدرسة، حين خرج الطلاب وبدؤوا يمزقون الكتب والدفاتر، ولم يستطيعوا الحدّ من هذا السلوك بقولها “ما قدرنا نمون عليهن، ومع الأسف هم من طلبة الحلقة الأولى”، لذلك ولتلافي هذا الأمر تمّ دعوة كوادر المدرسة مع بعض الطلبة بمبادرة طوعية، للقيام في اليوم التالي بجمع ما تمّ رميه من قبل الطلبة في أكياس خاصة، وكل التحية لمن قام بذلك متطوعاً من الكادر والطلبة، ولمعالجة هذه الظاهرة تقترح تسليم الكتب والدفاتر مباشرة قبل الخروج من المدرسة، ولا يبقى مع الطالب أو الطالبة إلا قلم الكتابة على الأوراق الامتحانية فقط.
غير مرتبطة بالمدرسة
الاختصاصية النفسية الدكتورة غنى نجاتي في جامعة الشام الخاصة تبيّن أن درجة الوعي والسلوك غير مرتبطة بالمدرسة فقط، بل تشمل العديد من الجوانب، وفي مقدمتها الأسرة، خاصة وأن تمزيق الكتب والدفاتر أضحى ظاهرة اجتماعية، تعبّر عن عدم اهتمام بنظافة المدينة، ولذلك تداعيات وآثار نفسية أكثر للطالب، قد تعود لمعاناته خلال السنة الدراسية، أو الشخص الذي يمثل هذه المادة، قد تكون معاناة أستاذ غير تربوي، غير لطيف، أو أصدقاء متنمرين أو تقليد بعض الأصدقاء، وربما عدم تعبيره تجاه هذه المادة التعليمية، وعدم الاستماع لمشاعر الطالب من قبل الأهل، فيشعره بعدم الأمان خوفاً من الامتحان، فينتقم لنفسه من تلك المادة بتمزيق تلك الأوراق، ظناً منه في سلوكه هذا ينهي ارتباطه بالكتاب، أو بمدرّسه، ما يؤثر مستقبلاً على رغبة الطالب وميوله بالتعليم، فللمعلم دور كبير في ذلك، كما يبرز دور الأهل في توعية الأبناء بأهمية وضع حلّ بديل، من خلال إعادة التدوير للكتب، وتقديم الكتب والدفاتر التالفة لمعمل الورق، والاستفادة منها في الأعمال اليدوية بإعادة تصنيعها.
أداء المرشدين
ويبقى السؤال: أين وزارة التربية، وما دور المتخصّصين في الإرشاد الاجتماعي والنفسي في المدارس؟
نترك الإجابة للمعنيين في الوزارة ومديرياتها في المحافظات، علماً أن الوزارة وعدت في العام الماضي وعلى لسان معاون الوزير أنه سيتمّ “العمل على معالجة الظاهرة من خلال اتخاذ إجراءات صارمة تأكيداً على الأهمية العملية والمعنوية للكتاب بعيداً عن القيمة المادية”، لكن للأسف ها هي الظاهرة تتكرّر هذا العام ولم نلحظ أي أثر لإجراءات الوزارة!!.
البعث
المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=127&id=198883