سيرياستيبس
محمد أحمد خبازي :
تعرض مواطنون في حماة وربما في غيرها من المحافظات السورية، لعمليات نصب واحتيال من أجانب يرسلون إليهم عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي «الماسنجر» رسائل يسيل لها لعابهم لما تتضمنه من مغريات مالية تجعل العديد منهم ومنهن يقعون ضحايا أو فرائس سهلة لأولئك النصابين.
إذ تتضمن الرسائل حسب العديد من المواطنين تعريفاً بالمرسل أو المرسلة، الذي هو موظف في مصرف أميركي ويعلم بحكم عمله أن عميلاً توفي مؤخراً وكنيته تتطابق مع كنية المرسل إليه الرسالة، وقد ترك مبلغاً كبيراً ما بين 100 و200 مليون دولار، وهو الوحيد الذي يعرف بذلك، وقد بحث عن الشخص المطلوب عبر (الفيسبوك)، واختاره ليسهل له الحصول على رصيد المتوفى مقابل نسبة 40 أو 50 بالمئة.
وأوضح المواطنون أن المرسل يطلب منهم بياناتهم الشخصية، وتحويل مبلغ مابين ألف أو ألفي دولار إليه ليفتح لهم حساباً في المصرف، ليصار إلى نقل إيداعات الزبون المتوفى إليه!.
وذكر بعضهم أنهم استجابوا للمرسل أو المرسلة، وأرسلوا بياناتهم الشخصية وحولوا مبالغ من لبنان أو الأردن عبر أقرباء لهم أو وسطاء، ولكن بعد ذلك اختفى المرسِلون وحساباتهم الشخصية على (الفيسبوك)، كأنهم «فص ملح وذاب»!.
وبيَّنَ الخبير بالمواقع الإلكترونية «بشار. ج» ، أن العديد من المواطنين من الجنسين، راجعوه ليمكنهم من استرجاع رسائل الماسنجر أو صفحات المرسلين الفيسبوكية، بعد تعرضهم لمحاولات ابتزاز مالي ولكن من دون جدوى.
وأوضح أن من بين المواطنين الذين تعرضوا للنصب والاحتيال مهندسين وأطباء وكانوا للأسف هدفاً سهل الإيقاع، نتيجة المغريات المالية الباهظة التي قدمت لهم كطعم.
وقال: لقد نصحنا غيرهم من المواطنين بحظر أي مرسل أو مرسلة من هذا النوع، يتواصل معهم ويعرض عليهم خدماته البنكية حتى لا يقعوا ضحايا الطمع، معرباً عن أمله بأن يستجيبوا لهذه النصيحة.
من جانبه ذكر الباحث الاجتماعي زهير العلي أن مواطنين كثراً وقعوا ضحايا لهؤلاء المحتالين والنصابين، ولم يستطيعوا تقديم شكاوى أو بلاغات رسمية للجهات المعنية، لكونهم تورطوا وأصبحوا شركاء في عمليات النصب والاحتيال تلك، بسبب جشعهم الشديد الذي أوقعهم في شر أعمالهم.
وأوضح أن أولئك النصابين متمرسون بالنصب والاحتيال، ويعزفون على وتر حب المال في نصبهم، لذلك يصطادون السذج والطماعين بكل سهولة، مضيفاً: لكن من المستغرب أن يقع متعلمون وأصحاب شهادات علمية رفيعة ضحايا لهؤلاء المحتالين.
وأعرب عن أمله بأن يتعظ المواطنون بأولئك الضحايا، وأن يتعلموا من أخطاء غيرهم ومن كيس الآخرين لا من أكياسهم!، لافتاً إلى أن التعلق بالوهم أمر خطر وله عواقب وخيمة، ومن الضروري أن يكون المرء حريصاً على بياناته الشخصية، وألَّا ينجر وراء الأهواء والرغبات والطمع، وأن يسعى إلى تحسين ظروفه المعيشية بالعمل الشريف.