دمشق - سيرياستيبس - رؤيا صالح :
قال الخبير الاقتصادي الدكتور عمار يوسف : أنّ الراتب أصبح خارج الخدمة .. ولايمكن تجييره بأي شكل من الأشكال لدفع الفواتير التي تجاوزته وسبقتهبمسافات شاسعة ,
فماذا يعني أن تكون فاتورة كهرباء منزل مليون ليرة في ظل كهرباء تنقطع يوميا 18 ساعة .. والراتب بحده الأعلى 400 ألف ليرة .. على ان الراتب نفسه بالكاد يكفي لاسبوع باحسن الأحوال وضمن سياسة ترشيد شديدة .. وهو عمليا لايكفي أكثر من ٤ أيام..
برأيكم هل هناك أسرة إنفاقها اليومي أقل من ١٠٠ ألف ليرة .. لتأكل وتشرب وتتنقل ...
يوسف أكد في تصريح لسيرياستيبس : أنه من المعيب ومن غير المنطقي أن نسأل حتى إذا كان الراتب قادر على مجاراة أسعار الكهرباء والاتصالات والنت و المازوت والبنزين و الغاز .. وكل تلك السلع التي تفننت الحكومة في رفعها بطريقة قاسية غير آخذة بعين الاعتبار تراجع معيشة المواطن وتراجع قدرته الشرائية.. هي فقط فكرت بالحل الاسهل لتأمين نفقاتها ..
مشيرا الى أن من يعيشون على الراتب من الموظفين هم تحت خط الفقر المدقع بدرجات .. والله وحده يعلم كيف يتدبرون أمورهم... وكمية البؤس التي تواجههم وتعبر قلوبهم " كسيخ النار " .. بينما مطلوب من راتب يعادل 30 الى 40 دولار أن يطعمهم و يطببهم ويكفيهم وينقلهم ثم عليه أي الراتب ان يدفع لهم فواتير الكهرباء والنت و الاتصالات والتي حتى وإن كانت بالحد الأدنى فإنها تشكل عبئا كبيرا وغير محمول ..
لقد خرج الراتب يقول يوسف : خارج المقارنات والمقاربات تماما .. وكل وقت تضيعه الحكومة في العمل على تحسينه بشكل جدي بعيدا عن نهج رفع الأسعار .. هو وقت سيكون ثمنه غاليا جدا .. والبلد اول من سيدفع هذا الثمن بجنوح الناس الى الفساد والسرقة و الجريمة و الهجرة .. وتراجع مستوى الخدمات والأعمال..
يوسف عاد وأكد : كل عملية رفع أسعار تؤدي فورا لهزة سعرية يهتز معها كيان المواطن واستقراره المادي و النفسي و حتى العاطفي ؟
مؤكدا أن أول ملف يجب أن تعمل عليه هذه الحكومة أو أي حكومة قادمة هو تثبيت الأسعار واستقرار مدخلات الإنتاج كافة وفي مقدمتها حوامل الطاقة..
فهذه هي نقطة الانطلاق نحو إنقاذ البلاد والعباد من التراجع أكثر ..محذرا من أنّ التضخم أصبح في مرحلة الجموح .. وكلما مر الوقت يصبح التعامل معه أصعب وأعقد ؟