حتى الاحجار القديمة لم تعد صالحة لاعادة البناء ...
في الاقتصاد : الكلام الفارغ قلما ينفع .. ولاسيما عندما تقترب المجتمعات من المجاعات ..ويكره المتحدث كلامه .. ويكره المستمع الإصغاء لماذا .. ؟؟




 
كتب أسعد عبود - خاص لسيرياستيبس :

اتابع بكثير من الجدية و التحقق كل ما يصلني من طروحات للسوريين في الموالاة المحتملة و في المعارضات المحتملة .. على عديد المنصات و المواقع الألكترونية  والبرامج والتقنيات .. وهي ليست بالقليلة عددا .. لكنها بالتأكيد فقيرة المحتوى .. و بالتالي ضعيفة التأثير و إن انتهجنا الصبر الطويل و محاولة الفهم و التفاهم .. علنا نحظى بولادة الأمل ، القابل للتحول خططا و مخططات و مدارج عمل ..
طبعا أنا أخص هنا بتوجيه الكلام في قطاع الاقنصاد و الأعمال حيث "المية تكذب الغطاس " ..
في السياسة يرتكز الحديث من الاتجاهين على الاتهام و شهوة الانتقام .. و تصنيف المبررات لذلك .. أما في الاقتصاد فالكلام الفارغ قلما ينفع .. ولاسيما عندما تقترب المجتمعات في الفقر من المجاعات .. عندها يكره المتحدث كلامه .. و المستمع يكره الإصغاء ما لم يكن للكلام نتائج ترسم أملا يمكن صرفه في السوق .. و نحن إلى اليوم لا نجد شيئا من هذا القبيل .. !!
لماذا .. ؟؟
في الأمر ما هو غريب ..!!
تاريخيا عرف عن العقل السوري المبادرة و الابتكار . و ذلك ما لا تخفيه نهضة سورية الحديثة .. بعد الاستقلال و بعد .
ماالذي يمكن أن يكون قد حصل .. و لماذا يواجه هذا العقل السوري كل هذا التصحر .. ؟!
عودة سريعة إلى انطلاقة العقل السوري عشية الاستقلال و في انطلاقته تري بوضوح خصوصية فعلية لمنهجية العقل السوري في التفكير الاقتصادي وابتكار الطرق و الأساليب المستندة على غيرها من سابقاتها وغير الناقلة عنها المساحة لها .. البنى الاقتصادية السورية بعد الاستقلال .. مثل .. ادارة مرفأ اللاذقية .. و البدء باستثمار الكهرباء و قيام شركة الكهرباء ومؤسسة استثمار مياه عين الفيجة و البدء بالتعامل مع النفط .. وقيام شركات الغزل و النسيج الضخمة .. منها الشركة الخماسية مثلا التي كانت أكبر شركة تضامن في العالم و قبل ذلك كله دعم و تقوية شخصية العملة الوطنية بع فك الارتباط بينها و بين الفرنك الفرنسي و ابداع فكرة سلة العملات .. وأن اردنا نذكر الكثير .. كله مجتمعا يظهر حقيقة ابداع الفكر الاقتصادي السوري .. فما بالنا اليوم نقف .. و نصمت .. بلا جديد ..
هل ادى الإتكال علن مناهج التخطيط المركزي " الاشتراكية " الى هذا التصحر الفكري و العقلي ..؟؟!!
نحن بصراحة نحاول توليد الفكر الحاضر من ذكريات الماضي و ان نبني بالحجارة ذاتها .. مع ادخال تجربة حية الفساد بلا حدود ..
لعل في ذلك سبب تثاؤب الطرح و عجز الشرح .. و فقدان الثقة .. و غياب الفعل و التفاعل .. و ترانا ندور .. ندور و نعود للنق ولا احد يرد أو يستجيب ..
طبيعي طالما ليس هناك خطط و لا خرائط مسارات ..ان يكون الكلام نقا .. وإلا ماذا نفعل بما نواجه .. و خصوصا ماذا يفعل الاعلام .. !؟
نعيش بين من يدعي اننا على أبواب الخراب الكامل ولا أمل .. و من يدعي انه إنما يرى حلا .. و يحتاج الشرح طويلا ليوضح ماهية هذا الحل .. ولو على مستوى تأمين جرة غاز للأسرة السورية في الشهر بسعر منطقي و مقبول .. وفي سورية عديد الجرار و عديد اطنان الغاز .. و فيها اعداد أكبر من الفاسدين .. و كله مستفيد ..
و إلى اين تذهب الاموال .. فجرة المدعومة بنحو 30 الف ليرة وغير المدعومة بمئة الف .. و في السوق هي لا تقل ابدا بأقل من 250 الف ليرة .. و تصل الى  300 دائما .. و الطلب يفوق العرض .. فأين يذهب المال .. هل نسأل عمرو سالم .. ؟ فهو همَّ يوما ان يقول و الكلمة وصلت الشفاه .. و سكتت ..
As.abboud@gmail.com



المصدر:
http://syriasteps.net/index.php?d=131&id=198988

Copyright © 2006 Syria Steps, All rights reserved - Powered by Platinum Inc