سيرياستيبس :
يشكل عامل سقاية المحاصيل في الصيف صعوبة إضافية يعاني منها الفلاح لجهة
تأمين مياه الري للمحاصيل في هذا الموسم، ومنها المحاصيل الاستراتيجية،
كما أنه يؤثر على نوعية الثمار وإنتاجية المحاصيل ومردودها.
الخبير الزراعي أكرم عفيف تحدث لـ”الثورة” قائلاً: إن تكاليف الري على
الفلاحين باتت كبيرة جداً في ظل ارتفاع أسعار حوامل الطاقة خاصة خلال فصل
الصيف، مشيراً إلى أن توفير مياه السقاية صيفاً بات من المشكلات المعقدة.
تكاليف الضخ
وأشار إلى أن سحب المياه من البئر الارتوازي يحتاج إلى 10-15ليتر مازوت في
الساعة، وكل ليتر يكلف الفلاح ما يقارب 15ألف ليرة أي العمل لمدة 10ساعات
تكون التكلفة ما يعادل مليون ونصف ليرة فقط تكاليف المازوت، وكلما ارتفعت
أسعار المازوت ارتفعت تكاليف الضخّ.
إيقاف تراخيص الطاقة الشمسية
ولفت إلى أنه في البدايات تمّ التشجيع على استخدام الطاقة الشمسية في عملية
ضخّ المياه اللازمة للري، إلا أنه سرعان ما تم إيقاف القروض وكذلك إيقاف
التراخيص والموافقات تحت مسمى استنزاف المياه الجوفية، لكن مدة عمل المضخة
على الطاقة الشمسية لا تتجاوز أكثر من عشر ساعات في اليوم نتيجة الحاجة إلى
ضوء الشمس، وهي كافية لتشغيل ضخّ المياه الارتوازية.
ورأى عفيف أن حلّ المشكلة لتأمين المياه اللازمة للسقاية تحتاج إلى تأمين
بدائل الطاقة طالما أن هنالك عدم قدرة على تغطية كامل الكمية من المازوت
المخصص للمزارعين، وفيما مضى كان يوجد مولدات على الكهرباء تكلفتها شبه
مجانية لكن اليوم باتت هذه المولدات تحتاج إلى 300 ألف ليرة مازوت، وهذا
يقف في طريق استمرار عمل المزارعين.
وحول التوسع الحكومي في الري الحديث.. اعتبر أنه خطوة مهمة جداً لكن شروط
القرض الخاص بالري الحديث تواجه صعوبات، ناهيك عن أن القرض يشترط التعامل
مع شركات معينة في السوق، وليس للمقترض الخيار في اختيار الشركة أو نوعية
مستلزمات الري الحديث، فقد يختار المقترض شركة أسعارها أقل لكنه ملزم
بالتعامل مع شركة معينة.
ونوه بأن أسلوب التحول للري الحديث ضروري لجهة توفير المياه ونوعية المحاصيل وإنتاجيتها تتحسن.
ولفت إلى أن سياسة التسعير للمحاصيل الزراعية الحالية، أدت إلى تراجع زراعة
بعض المحاصيل كونها لا تغطي تكاليف المزارع -على حد قول الخبير الزراعي –
ومنها زراعة القمح والقطن والشوندر.
الثورة